Search
Close this search box.
وقت القراءة: 3 دقائق

ما إن ضربه صاروخ من الأسفل حتى تحوّل بناء كامل في منطقة الشياح بالعاصمة بيروت إلى كومة رماد، ووثقت عدسات الكاميرا، يوم الثلاثاء، مشهدا صادما كان لافتا فيه أن عملية الانهيار حصلت في غضون ثوان.

وجاءت الغارة بعد نحو 40 دقيقة من نشر متحدث عسكري إسرائيلي تحذيرا باللغة العربية على وسائل التواصل الاجتماعي، يطالب فيه الناس في مبنيين وفي محيطهما على مشارف ضاحية بيروت الجنوبية بضرورة إخلاء المنطقة.

ولم يوضح أفيخاي أدرعي، يوم الثلاثاء، لماذا تم استهداف المباني، باستثناء القول أنها “كانت قريبة من مصالح ومنشآت مرتبطة بحزب الله”.

وأشارت وكالة “أسوشيتد برس”، إلى أنه “قبل دقائق من سقوط القنبلة (الصاروخ) على المبنى، أطلقت قذيفتان أصغر حجما على السطح فيما يشار إليه عادة باسم الضربات التحذيرية، التي سبق وأن تم اتباعها في قطاع غزة”.

وقاطع موقع “الحرة” معلومات وصور من مصادر مفتوحة اسرائيلية وأجنبية وعربية وثقت ضربات مماثلة في قطاع غزة خلال العام الماضي وتوصل بعد الحديث مع خبراء عسكريين أيضا إلى أن “الصاروخ الذي دمر بناء الشياح ببيروت من نوع “سبيس 2000″ (SPICE 2000)”.

وصاروخ “سبيس 2000” من إنتاج شركة “رافائيل” الإسرائيلية، وهو واحد من عائلة قنابل ذكية أوسع (جو – أرض) تشمل “سبيس 1000 وسبيس 250”.

وأشار موقع الشركة الإسرائيلية إلى أنه “نظام توجيه متطور للقنابل العامة والاختراقية من فئة 2000 رطل، ويتيح تحويل هذه القنابل إلى أسلحة دقيقة التوجيه قادرة على ضرب الأهداف بدقة عالية وفي بيئات معقدة ومحرومة من نظام (GPS)”.

ومن خصائص “سبيس 2000” التي تستعرضها “رافائيل” أنه “يتمتع باستقلالية تامة، أي من منطلق العمل بآلية “أطلق وانسَ”، حيث يقوم باستهداف الأهداف بشكل مستقل تماما بعد الإطلاق”.

يصل مداه التكتيكي إلى 60 كيلومترا، وتعتمد عملية توجيهه على خوارزمية مطابقة المشاهد المتقدمة (EO Seeker) لضمان إصابة الأهداف بدقة، ويمكن تجهيزه برؤوس حربية من نوع التفجير المتشظي أو الاختراقية، مما يجعله مناسبا للعديد من الأهداف، بحسب الشركة الإسرائيلية المصنعة له.

ويمكن التخطيط لمهام “سبيس 2000” إما على الأرض أو في الجو، حيث يتم تحميل البيانات الخاصة بالهدف المراد ضربه في قنبلة قبل إقلاع الطائرة التي تحمله.

وقالت شركته المصنعة أن “دقة إصابته تصل إلى 3 أمتار، ويتميز بقدرة على ضبط زاوية ومسار الهجوم، لكي تتناسب مع الهدف وظروف المعركة”.

منذ بداية الحرب في غزة وثقت كاميرات الوكالات العالمية مشاهدا لانهيار مبان تشابه إلى حد قريب ما حصل في الشياح ببيروت، يوم الثلاثاء.

وارتبط القسم الأكبر من تلك المشاهد بخان يونس، حيث أقدم الجيش الإسرائيلي على تدمير العديد من المباني الطابقية وبضربة واحدة أساسها صاروخ واحد.

وأوضح الخبير العسكري اللبناني، ناجي ملاعب أن “القنبلة الذكية التي ضربت بناء الشياح (سبيس 2000) تقوم آلية انفجارها على الهدم والانهيار من الداخل”.

وشرح بمعنى آخر في حديثه لموقع “الحرة”، أن “الصاروخ يعمل على تفريغ الهواء من محيط البناء المستهدف، ويجعله ينهار بثوانٍ من الداخل ودون أن تتناثر الشظايا إلى الخارج”.

وهذا النوع من الصواريخ يضرب كعب المبنى من الأسفل، ولديه قدرة ارتداداية تفجيرية كبيرة تصل إلى حد قوة زلزالية، بحسب ملاعب.

وأشار إلى أنها “مجنحة حتى يتم التحكم بها عند عملية الإطلاق، ولكي تبقى موجهة إلى أن تصل إلى الهدف”.

وقالت “رافائيل” الإسرائيلية أن “سبيس 2000 يتميز بقوة فتك عالية وأضرار جانبية منخفضة”.

ولفتت صحيفة “جيروزليم بوست”، في تقرير لها عام 2019، إلى أن “الشركة كانت وقعت مع شركة “لوكهيد مارتن” اتفاقية لتطوير وتسويق وتصنيع ودعم مجموعات توجيه الأسلحة الذكية والدقيقة والفعالة من حيث التكلفة (SPICE)” .

وتغطي الاتفاقية التي حصلت قبل 5 سنوات طرازي “سبيس 2000″ (فئة الوزن 2000 رطل /907 كغم) و”سبيس 1000”.

وهذان الصنفان يحولان القنابل غير الموجهة إلى قنابل موجهة بدقة، والتي يمكن للطيارين إطلاقها من خارج منطقة الهدف، بحسب “جيروزليم بوست”.

ونقلت الصحيفة عن يوفال ميلر أحد المسؤولين في شركة “رافائيل” قوله أن “صواريخ سبيس تستخدم نظاما كهربائيا بصريا متطورا مع خوارزميات فريدة لمطابقة المشهد والتوجيه الملاحي وتقنيات التوجيه لتحقيق المهام التشغيلية في الطقس السيئ دون الحاجة إلى نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)”.

ويمكن لها أيضا التغلب على تشويش نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وضبط تفاصيل المهمة على زاوية تأثير محددة للتناسب مع طبيعة الهدف، مثل زاوية غوص شديدة الانحدار لاختراق عميق للهدف.

ومن جانبه قال جون فارلي، نائب رئيس أنظمة القتال القريب في قسم الصواريخ والتحكم في النيران في شركة لوكهيد مارتن الأميركية، أن “نظام سبيس يوفر لوزارة الدفاع الأميركية والعديد من الحلفاء قدرة لا توفرها أي أسلحة أخرى موجودة حاليا في المخزون”.

وأوضحت “جيروزاليم بوست” أن “عائلة سبيس أثبتت فعاليتها القتالية في عدة ساحات، وعلى متن طائرات مختلفة بينها إف 16”.

المصدر: الحرة

Share.

البث المباشر