في خطوة جديدة نحو دمج التكنولوجيا المتقدمة في مجال الترفيه، أعلنت ديزني عن شراكة استراتيجية مع “إنفيديا” و”غوغل ديب مايند” لتطوير محرك فيزيائي مفتوح المصدر يُعرف باسم “نيوتن”. يهدف هذا المحرك إلى تعزيز قدرة الروبوتات على تنفيذ المهام المعقدة بدقة أكبر، مما يمهد الطريق لاستخدامها في الحدائق الترفيهية التابعة لديزني، حيث ستكون جزءاً من تجربة ترفيهية تفاعلية غير مسبوقة.
جاء هذا الإعلان خلال مؤتمر GTC AI، الذي يُعد أحد أكبر الفعاليات في عالم الذكاء الاصطناعي، حيث قدم الرئيس التنفيذي لـ “إنفيديا”، جين-سون هوانغ، الروبوت “بلو”، وهو روبوت ترفيهي مستوحى من سلسلة “حرب النجوم”. تفاعل “بلو” Blue مع الجمهور بلغة الروبوتات التقليدية “بي-بوب” Bee-Boop ، مما أضفى أجواء مرحة على الحدث.
أوضح هوانغ أن محرك “نيوتن” يعتمد على إطار عمل Nvidia Warp، وسيشكل خطوة ثورية في تطوير الشخصيات الروبوتية الترفيهية، مما سيسمح لها بالتفاعل بواقعية أكبر مع زوار الحدائق الترفيهية. ووفقاً لمتحدث باسم “إنفيديا”، فإن المناقشات الأولى حول هذا التعاون بدأت في ديسمبر الماضي، مما يوضح مدى التحضير المسبق لهذا المشروع.
استقبل الحاضرون إعلان دخول “بلو” إلى المسرح بتصفيق حار، حيث كشف هوانغ عن خطط ديزني لإدخال هذه الروبوتات إلى حدائقها في والت ديزني وورلد، و”طوكيو ديزني لاند، وديزني لاند باريس خلال هذا العام. كما ظهرت مجموعة من هذه الروبوتات في مؤتمر SXSW 2025 إلى جانب المخرج جون فافرو ومهندسي ديزني.
تجدر الإشارة إلى أن ديزني استخدمت الشخصيات الآلية المتحركة في معالمها الترفيهية لعقود، إلا أن هذه الروبوتات الجديدة تمثل نقلة نوعية في مجال الترفيه التفاعلي. وقد تم الكشف عنها لأول مرة في عام 2023 خلال حدث خاص بـ ديزني، حيث تجولت ثلاثة روبوتات في منطقة “حافة المجرة” في استوديوهات هوليوود.
خلال العرض التقديمي، أجرى هوانغ محادثة قصيرة مع “بلو”، حيث تفاعل الروبوت معه بإيماءات رأس وحركات جسدية مميزة، رغم أنه لا يزال يُدار بواسطة تحكم بشري عن بُعد. وأوضح هوانغ أن هذه التجربة تمثل نموذجًا أوليًا لكيفية تدريب الروبوتات مستقبلاً، مشيرًا إلى أن “بلو” يعمل بواسطة جهازي كمبيوتر من إنفيديا.
علق كايل لوغلين، نائب الرئيس الأول للأبحاث والتطوير في ديزني، بأن هذا التعاون مع “إنفيديا” و”غوغل ديب مايند” هو جزء من رؤية ديزني لجعل الشخصيات الترفيهية أكثر واقعية وقدرة على التفاعل مع الزوار بطرق جديدة ومبتكرة. كما أعلن هوانغ خلال المؤتمر عن إطلاق “Isaac GR00T N1″، وهو نموذج روبوتي بشري مفتوح المصدر، يُعد الأول في سلسلة من النماذج القابلة للتخصيص التي تعمل إنفيديا على تطويرها لدعم مطوري الروبوتات حول العالم.
مع تسارع التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، أصبحت الروبوتات أكثر تقدماً، وأصبحت “إنفيديا” إحدى الشركات الرائدة في هذا المجال، حيث تعتمد العديد من التطبيقات الحديثة على معالجاتها الحاسوبية المتطورة. في تصريح جريء، توقع هوانغ أن تحل الروبوتات محل العمال في المصانع خلال سنوات قليلة وليس عقودًا، مما يعكس السرعة الكبيرة التي يتحرك بها هذا القطاع.
وفي ختام المؤتمر، أنهى هوانغ عرضه التقديمي بتحية خاصة للروبوت قائلاً:
“حسناً، بلو. لنذهب إلى المنزل. عمل رائع!”
ومع استعداد ديزني لإدخال هذه التكنولوجيا إلى حدائقها الترفيهية، يبقى السؤال المطروح:
هل نحن على أعتاب مستقبل يصبح فيه الروبوت جزءاً أساسياً من عالم الترفيه؟