تقدّم أبحاث حديثة من جامعة تشالمرز Chalmers للتكنولوجيا في السويد أملاً جديداً لمرضى الشلل في استعادة إحساس اللمس. في دراسة مبتكرة، تمكن مريضان يعانيان من شلل جزئي بسبب إصابات في الحبل الشوكي من استعادة إحساس مؤقت بفضل تقنية تعتمد على زراعة أقطاب كهربائية دقيقة في مناطق الدماغ المسؤولة عن الإحساس والحركة.

بدأ الباحثون بتحديد المناطق المستهدفة في الدماغ باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، ثم طلبوا من المرضى تخيل تحريك أصابعهم والشعور بملامسة أشياء. بعد زراعة الأقطاب، تمكن المرضى من الإحساس بملمس أشياء مألوفة مثل الأقلام والعلب وحتى الحركة على أصابعهم.

وفي تجربة متقدمة، تم توصيل الأقطاب بذراع روبوتية تتحكم في عجلة قيادة سيارة افتراضية. شعر المرضى كأن الذراع جزءٌ من أجسادهم، وتمكنوا من التحكم في العجلة بنسبة نجاح بلغت 80%.

تشير هذه التقنية إلى إمكان تحسين استقلالية مرضى الشلل، حيث قد تساعدهم مستقبلًا في أداء مهام يومية مثل الطبخ والتسوّق. ومع ذلك، تواجه التقنية تحديات تتعلق بالتكاليف العالية وضرورة وجود مهارات جراحية متخصّصة لزرع الأقطاب.

على الرغم من العقبات، يتوقع الباحثون أن تصبح هذه التقنية واقعاً في غضون سنوات قليلة، ما يفتح آفاقاً جديدة لتحسين جودة حياة المرضى ومساعدتهم على استعادة إحساسهم واستقلاليتهم.

Share.

البث المباشر