كشفت شركة «هواوي تكنولوجيز» الصينية، عن هاتف ذكي قابل للطي 3 مرات بقيمة 2800 دولار، في إطار سعيها إلى تعزيز صدارتها في أكبر سوق للهواتف الذكية في العالم، وسرقة الأضواء من «أبل»، بعد ساعات من إطلاق الشركة الأميركية النسخة الأحدث من هاتف «آيفون» المجهز بالذكاء الاصطناعي التوليدي.
وكشف رئيس قسم المستهلكين في الشركة الصينية، ريتشارد يو، عن الطراز الجديد من هواتف «هواوي»، المسمى «مايت إكس تي»، خلال مؤتمر عبر الإنترنت للمجموعة من مقرها الرئيسي في شنتشن (جنوب الصين)، وستُطرح هذه الهواتف للبيع في 20 سبتمبر (أيلول) الحالي.
وعلى الرغم من أن الهاتف يستهدف فئة محددة من الزبائن، فإن أكثر من 3 ملايين شخص سجّلوا مسبقاً ليتلقوا تنبيهاً عندما يصبح متوفراً. ووفقاً لشركة «آي دي سي» للأبحاث، بلغ إجمالي السوق العالمية للهواتف القابلة للطي نحو 4 ملايين وحدة في الرُّبع الثاني.
وقال ريتشارد يو، خلال عرض الهاتف: «لطالما كانت هواوي رائدة في قطاع الهواتف القابلة للطي. وهذا النموذج الجديد الذي يبدأ سعره بـ19999 يوان، هو الأول في العالم الذي يمكن طيّه 3 طيات»، وأضاف: «لقد بذلنا جهوداً كبيرة لحل مشكلة الإنتاج الضخم والثقة المحيطة بالمنتج».
وقال ريتشارد يو: «اليوم نقدم لكم منتجاً يمكن لأي شخص أن يفكر فيه، ولكن لا يستطيع صنعه. لقد عمل فريقنا بجد لمدة 5 سنوات ولم يستسلم أبداً». وأضاف: «نحن نجرؤ على تحقيق إنجازات غير عادية. اليوم سنعيد كتابة تاريخ الصناعة مرة أخرى، ونُحوّل الخيال العلمي إلى حقيقة، ونقود عصراً جديداً من الأجهزة القابلة للطي».
وصدر هاتف «مايت إكس تي» باللونين الأحمر والأسود، وشاشة مقاسها 10.2 بوصة، وبسُمك 3.6 مليمتر، وقالت الشركة إنه أنحف هاتف قابل للطي في العالم. وتمتلك «هواوي» بالفعل هواتف قابلة للطي مرتين ضمن منتجاتها، وساعدتها مبيعاتها القوية في الصين على التفوق على «سامسونغ إلكترونيكس» هذا العام بوصفها أكبر بائع لهذه الهواتف على مستوى العالم.
ويؤكد إطلاق الهاتف الجديد، الذي يأتي بعد سلسلة من الإصدارات الناجحة للهواتف الذكية، قدرة «هواوي» على تجاوز العقوبات الأميركية المفروضة عليها، ويعزز موقفها ضد شركة «أبل» في الصين، حيث انتقد بعض المستهلكين هاتف «آيفون 16» الجديد؛ بسبب افتقاره إلى ميزات الذكاء الاصطناعي المتوفرة في البلاد.
ويأتي إعلان «هواوي» غداة طرح «أبل» مجموعتها الجديدة من أجهزة «آيفون» وهي أول هواتف ذكية من تصنيعها مزوّدة بـ«أبل إنتلجنس»، نظامها الجديد القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يمثل التكنولوجيا الأبرز في «سيليكون فالي».
وكانت «هواوي» منذ سنوات في خضم منافسة تكنولوجية شديدة بين الصين والولايات المتحدة التي تتهم الشركة، من دون تقديم أدلة، بالقدرة على التجسس لصالح السلطات الصينية… وتنفي «هواوي» هذه الاتهامات بشكل قاطع، ولكن منذ عام 2019 أدت العقوبات التي فرضتها واشنطن إلى عزل الشركة عن سلاسل التوريد العالمية للتقنيات والمكونات الأميركية.
وفي المقابل، لم تعلن شركة «أبل» حتى الآن عن شريك في مجال الذكاء الاصطناعي في الصين لتشغيل أجهزة «آيفون 16»، كما لن يتوفر برنامج الذكاء الاصطناعي الخاص بالشركة باللغة الصينية إلا في العام المقبل.
وكانت «أبل» تحظى لسنوات بطلب قوي في الصين، حيث كانت إطلاقات هواتف «آيفون» الجديدة تثير حالة جنونية بين المستخدمين في السابق، لكن مبيعاتها انخفضت، وتراجع ترتيب الشركة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم الآن من المركز الثالث إلى المركز السادس.