جاء في صحيفة “الأنباء الإلكترونية”:
يترقّبُ لبنان مفاعيل رسالة الدعم الأميركية التي وجهها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للبنانيين، والتي تُعدّ أول تعهّد مكتوب في التاريخ يوقِّعه رئيس لناخبيه، في ظلّ تفاؤل حذر حول ما إذا كان ترامب قادراً على الوفاء بوعده وإحلال السلام. يأتي ذلك بعد شبه تطمينات بعثها مساعد الرئيس الأميركي مسعد بولس مؤكداً بأن السعي مستمر لإتمام الإتفاق قريباً.
توازياً، ذكّر رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط ببنود اجتماع عين التينة الثلاثي كخارطة طريق لوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701، مؤكداً ضرورة التمسّك باتفاق الطائف وانتخاب رئيس للجمهورية.
واذ أشاد باللقاء الجامع الذي عقد في خلوة القطالب وبالمبادىء التي تم إقرارها والاتفاق عليها، فقد شدد على استمرار التضامن الوطني مع النازحين الذين تركوا بيوتهم وقراهم جرّاء العدوان الإسرائيلي، وضرورة تأمين ما يلزم لمنطقة الجبل، منوّها بقواعد تنظيم النزوح التي تم الاتفاق عليها في لقاء الكتل النيابية في مجلس النواب وذلك لمصلحة النازحين والمقيمين.
إلى ذلك، دعا النائب جنبلاط القوى السياسية للمساعدة في معالجة بعض الإشكالات التي تحصل مؤخراً وحصرها في إطارها بعيداً عن أي توظيف في غير مكانه، مشدداً على أن القوى الأمنية وحدها المولجة حفظ الأمن، إضافة الى دور البلديات المهم في هذه المرحلة، داعياً الى عدم الانجرار وراء الشائعات.
وعلى خط استئناف المُفاوضات، وبينما لبنان على موعد مع زيارة للموفد الأميركي آموس هوكشتاين للإطلاع على آخر المستجدات وما يمكن أن يحمل في جعبته بعد زيارته الأخيرة للأراضي المحتلة، إلّا أنَّها غير مؤكدة حتّى الآن، إذ لم يتبلّغ لبنان الرسمي أيّ معلومات حول تفاصيلها، وفق ما أشار النائب قاسم هاشم.
هاشم اعتبرَ في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية أنَّ مصير المفاوضات يتوقّف أولاً على مدى التزام الرئيس الأميركي المُنتخب بما سيتمّ التوصل إليه بعد وقف إطلاق النار، وثانياً حقيقة النوايا الجيّدة والإيجابية التي قد تساعد ببدء الاتصالات كما وعد بولس باستئنافها قريباً للبحث في إدارة بايدن حول استكمال المسعى، فيما تكمُن العقبات في طبيعة تعاطي حكومة نتنياهو التي كانت هي المعطّلة لكلّ مبادرات هوكشتاين وإدارته وما إذا كان سيُعطي ورقة رابحة لعهد أصبح على نهايته أم أنه سيقدمها لعهد جديد، والحسم بيد الإسرائيلي وإلاّ كل ما يُقال يبقى في إطار التكهنات.
وإذ لفتَ هاشم إلى أنَّنا اعتدنا على الكثير من الوعود في الفترة الماضية، لكنّنا لم نرَ خواتيم سعيدة حتّى الآن، مذكراً أن اليوم الرهان على الميدان وهو الحاسم على مستوى الحراك السياسي، بفعل ما سيحمله من نتائج تحقق غايتها السياسية، خصوصاً وأنه أثبت عدم قدرة العدو على تحقيق أهدافه التي وضعها في جنوب لبنان، فالمقاومة كانت له بالمرصاد وأوقعت به الخسائر معرقلةً خطط التقدم التي كان يرسمها.
بدوره، لفت العميد المتقاعد ناجي ملاعب إلى أنَّ لبنان دأب رمي ثقل أزماته على الغير، وهو ما يحصل اليوم، إذ أننا ننتظر كيف ستؤول الأمور بعد فوز ترامب، وهو أمر صحيح فمن الطبيعي أن يتأثر لبنان بهذا الإستحقاق إلّا أن الاستراتيجية الأميركية تُبنى لسنوات عدة وحتّى لو تغيّرت الإدارات فإن هذه الإستراتيجيات تبقى ثابتة ولا يمكن أن تؤثر على الوضع القائم بشكل مباشر.
ملاعب شدد في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية على أنَّ “ترامب ليس لديه أي التزام اتجاه نتنياهو وهو ما يُمكن أن يُغيّر المعادلة التي كانت سائدة أيّام الرئيس الحالي جو بايدن، حيث كان القرار بيد نتنياهو والمستجيب هو الولايات المتحدة الأميركية، فلو أنها لم تراوغ منذ البداية لما وصلنا إلى ما نحن إليه اليوم.
وإذ أشارَ ملاعب إلى أنه لا يُمكننا الحكم على الرئيس المنتخب، فالرئيس الحالي عندما ذهب إلى الأراضي المحتلة قال إنه لن يبقي إسرائيل تحت التهديد مستقبلاً، ما يعني أنه حتى لو لم يدخل “حزب الله” الحرب، كان سيشنها العدو، بمساندة بايدن الذي يلبي مطالب إسرائيل حتى اللحظة، مشدداً على ضرورة إيلاء الشأن الداخلي الاهتمام المطلوب، مؤيداً طرح الرئيس وليد جنبلاط عبر انتخاب رئيس وإيواء النازحين، وفق تعبيره.
فهل يمكن البناء على ولاية ترامب لتكون حبل الخلاص للبنان؟ لا يُمكن البناء على الوعود فقط حتى اللحظة، ما دامت كل التجارب السابقة غير مشجعة، إذ أن لا خلاص إلّا بالتضامن الداخلي وانتخاب رئيس ينتشل لبنان من أزماته ويعيده على السكة الصحيحة.