كتب شربل مخلوف في “المركزية”:
مع ازدياد حدة القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية الذي أدى إلى تدمير الارض والمباني واختراقها بشكل كبير إضافة إلى انتشار السحب الدخانية السوداء في سماء بيروت، كثر الحديث عن استعمال اسرائيل لقنابل محرّم استخدامها دوليا .
في هذا الإطار، أشارت نقابة الكيميائيين في لبنان إلى أن حجم الدمار واختراق المباني والأرض لعشرات الأمتار، يؤكد أن إسرائيل استخدمت قنابل تحتوي على اليورانيوم المنضّب المحرم دوليا، محذرة من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض جراء استنشاق غبار هذا القصف.
وقالت في بیان تحذيري إن مجلس النقابة يستنكر العدوان الهمجي على المدنيين ، والمجازر التي تُرتكب بحق الشعب اللبناني، موجهة رسالة للاستنكار والتوعية حول آثار استنشاق غبار القصف الإسرائيلي على مناطق لبنانية عدة.
واعتبرت النقابة أن حجم الدمار واختراق المباني والأرض لعشرات الأمتار دليل على استخدام القنابل التي تحتوي على اليورانيوم المنضب، الذي يتمتع بقوة اختراق هائلة.
وشددت على أن استخدام هذه الأنواع من الأسلحة المحرمة دوليا، وخصوصا في العاصمة بيروت المكتظة بالسكان، يؤدي إلى دمار هائل، كما أن غبارها يتسبب بالعديد من الأمراض، خاصة عند استنشاقه.
وطالب مجلس نقابة الكيميائيين في لبنان المجتمع الدولي بوقف العدوان على لبنان، ووقف استخدام القنابل المحرمة دوليا.
في المقابل، صدر عن المكتب الاعلامي في وزارة الصحة العامة البيان الاتي:
“تعقيبا على ما ورد في بيان صادر عن مجلس نقابي في لبنان حول استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي قنابل تحتوي على اليورانيوم المنضب، يهم الوزارة التوضيح أنه وبقصد التحقق، تم التواصل في هذا الشأن مع الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية.
وقد أكد مدير الهيئة الدكتور بلال نصولي أن ليس من أدلة على استخدام اليورانيوم في الاعتداءات الاسرائيلية ضد لبنان حتى الساعة وأن بيانا علميا سيصدر في هذا الشأن في وقت لاحق، علما بأن الهيئة هي صاحبة الاختصاص والصلاحية في هذا الشأن وتقوم بالتنسيق مع الجهات الرسمية والدولية المعنية ليبنى على الشيء مقتضاه.
بناء عليه تشدد وزارة الصحة العامة على توخي الدقة في تبني معلومات علمية والتسرع في نشرها من دون التحقق من صحتها، وتدعو إلى مراجعة الجهات المعنية حرصا على صدقية المعلومات المتداولة وعدم التشكيك بها خصوصا أن لبنان بصدد التقدم بشكوى ضد إسرائيل في استخدام الأسلحة المحرمة دوليا إنما بناء على معلومات موثقة ومؤكدة.”
ازاء التضارب في المعلومات، يطرح اللبنانيون هواجس واسئلة حول ماهية اليورانيوم المنضب؟ وهل صحيح ان إسرائيل تستخدمه في حربها على لبنان ؟ وإذا كان صحيحا فكيف ستحاسب اسرائيل، وليس من يحاسبها راهنا على اعتداءاتها واجرامها؟
يؤكد النائب بلال عبد الله لـ”المركزية” أن اليورانيوم مادة مشعة وطويلة الأمد ، يمنع استخدامها في الحروب، مشيرا إلى أن هذه المادة أقوى من الفسفور بأضعاف لأن الفسفور يعتبر مادة حارقة ويقوم بتسميم التربة فقط .وفي حال ثبت استخدامها، يطالب عبد الله المجتمع الدولي بالتحرك للجم اسرائيل عن استخدامها لهذا السلاح الفتاك، معتبرا أن الدولة لا تستطيع فعل شيء أمام الوحشية الإسرائيلية.
بدوره ، يقول النائب غسان سكاف عبر “المركزية” ان اسرائيل اذا استخدمت فعلا مادة اليورانيوم المنضب في حربها على لبنان حينها تعتبر جريمة حرب لأن هذه المادة سامة تدخل في صلب الخلايا عند الاشخاص حيث أنها لا تقارن بباقي المواد الحارقة.
ويضيف: “علينا إثبات ذلك من خلال تقديم تقارير للمجتمع الدولي لانها الطريقة الوحيدة التي تثبت استعمال اسرائيل لهذه المادة. على الدولة أن تجري تحاليل عبر آخذ عينات من التربة والأماكن التي تعرضت للقصف باليورانيوم كي تتأكد بأن هذه المادة استخدمت فعلا”.