Search
Close this search box.
وقت القراءة: 6 دقائق

إيران لن ترسل مقاتلين لمواجهة إسرائيل في لبنان وغزة. حزب الله لن يفصل جبهتي لبنان وغزة ويستمر في جبهة الاسناد. لبنان وعلى ذمة رئيس حكومته سيطبق القرار 1701 ويرسل الجيش الى الجنوب وينتخب رئيسا توافقيا فور وقف اطلاق النار. ثلاثة مواقف لثلاثة اطراف، ولئن كان الثاني ملحقا بالاول، ولكل منها دلالاتها.

في قراءة لما صدر ويصدر من ايران منذ اغتيال اسرائيل امين عام حزب الله حسن نصرالله وكوادر الحزب العسكرية والسياسية، لم يعد من مكان للشك ان الجمهورية الاسلامية غير راغبة في الانزلاق الى الحرب، بعدما ورطت دول المنطقة ولا سيما لبنان فيها من خلال انشاء ودعم وتمويل اذرعها العسكرية في الدول التي مددت نفوذها اليها، وها هي تتركها “لتقلّع شوكها بأيديها”.

اما الحزب الغارق في بحر دماء قادته وشهدائه فلا يجد ما يقدمه لبيئته سوى تأكيد اعادة تكوين نفسه وهيكليته واستمرار نهج شهيده الرمز السيد حسن نصرالله وعهد ووعد بالانتصار، منتظرا ما ستفرزه الاتصالات الدولية التي في ضوئها لا بدّ سيتقرر مصيره ومستقبله.

لكنّ الاهم من الموقفين، وإن صدقت النيات وتوافرت مساحة للمصلحة الوطنية في ضمائر المسؤولين، فهو القرار الرئاسي بالتزام تطبيق الـ1701 وفور وقف اطلاق النار ارسال الجيش الى منطقة جنوب الليطاني ليقوم بمهامه كاملة بالتنسيق مع قوات حفظ السلام الدولية في الجنوب، وفور وقف اطلاق النار انتخاب رئيس جمهورية توافقي لا يشكل تحديا لأحد، على ما اعلن الرئيس ميقاتي بالاتفاق مع الرئيس نبيه بري اثر زيارته في عين التينة.

مستمرون في الاسناد: في اول موقف لحزب الله بعد اغتيال امينه العام ، اكد الحزب انه ماض في عمليات الاسناد. فقد نعى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الشهيد السيد حسن نصر الله قائلاً: “فقدنا أخاً وحبيباً وقائداً، السيد حسن نصر الله الذي بقي في الميدان الجهادي والرسالي منذ نعومة أظفاره”. وعزّى قاسم الإمام الخامنئي والمجاهدين وعائلة نصرالله ولبنان وأحرار العالم وبارك له ولإخوانه أرفع وسام الشهادة. ونفى ما زعمه العدو عن إجتماع يضم 20 قائدا كانوا مع نصرالله، بل أكد إستشهاد الإخوة إبراهيم جزيني وسمير حرب إلى جانب علي كركي. وأكد قاسم أنه “إذا اعتقدت “إسرائيل” أن يدها المفتوحة دولياً وتصميمها على العدوان سيوصلها لأهدافها فهي واهمة، والمسيرة التي واكبها السيد نصرالله وأشرف على قيادتها مستمرة، وحزب الله مستمر بميدان جهاده ، وفي مساندة غزة وأعلن أن “الأخوة يتابعون عملهم وفق الهيكلية المنظمة ويعملون وفق الخطط البديلة للأفراد والقادة”. وتابع: “تجهزنا ومستعدون للإلتحام البري والعدو لن يحقق أهدافه”. وأوضح أنه “في هيكيلية حزب الله هناك نواب للقادة وبدائل احتياط جاهزة عند إصابة القائد في أي موقعٍ كان”. وأعلن أننا “سنختار أمينا عاما لحزب الله في أقرب فرصة وسنملأ مراكز القيادة بشكل كامل”.

بري – ميقاتي: في الموازاة، لبنان الرسمي يتمسك بالقرار 1701. فقد زار ميقاتي ظهرا، رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة. وقال في تصريح، بعد اللقاء: “عقدت اجتماعا مهما مع دولة الرئيس نبيه بري، وقدمت له بداية تعازيّ الحارة باستشهاد سماحة السيد حسن نصرالله وسائر الشهداء. كما وضعت دولته في أجواء الحركة الديبلوماسية التي قمت بها في نيويورك خلال اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة والتأييد الذي حصل للبنان”. أضاف: “أكدنا في خلال هذا اللقاء موقفنا الذي أعلناه في نيويورك وخلاصته الموافقة على الالتزام بالنداء الذي صدر عن الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا والاتحاد الاوروبي واليابان والمملكة العربية السعودية وقطر والمانيا وأوستراليا وكندا وايطاليا. كل هذه الدول أصدرت بيانا ونحن كحكومة، وبعد الاتصال مع الرئيس بري، نؤكد تعهدنا بتطبيق كل النقاط التي وردت في البيان ومنها وقف اطلاق النار فورا من اجل بداية البحث في تطبيق القرار 1701 كاملا”. وتابع: “نرحب بكل ما ورد في النداء ونتعهد بتطبيقه فورا. هذا هو الموقف اللبناني الرسمي الذي أكدته في بيان صدر فور صدور النداء، واليوم بعد اجتماعي مع الرئيس بري اؤكد مجددا موافقتنا على هذا النداء”. وقال:” هذا الامر مهم جدا ونحن مستعدون لتطبيق القرار 1701، وفور وقف اطلاق النار نحن مستعدون لارسال الجيش الى منطقة جنوب الليطاني ليقوم بمهامه كاملة بالتنسيق مع قوات حفظ السلام الدولية في الجنوب”. وقال :”تحدثنا أيضا عن المسار الرئاسي وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت. اكد لي دولة الرئيس بري خلال اللقاء انه فور حصول وقف اطلاق النار ستتم دعوة مجلس النواب الى انتخاب رئيس توافقي وليس رئيس تحد لاحد. وهذا الامر هو من الايجابيات التي يجب ان نستفيد منها في اسرع وقت من اجل استقامة المؤسسات الدستورية واكتمال عقدها وانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة”.

القائد في عين التينة: واثر مغادرة ميقاتي وصل الى عين التينة قائد الجيش العماد جوزيف عون واستقبله الرئيس بري. وافيد ان قائد الجيش ناقش مع برّي مواضيع الأمن الداخلي والاجتياح البرّي الإسرائيلي المحتمل وتطبيق الـ1701.

جولة بارو: وسط هذه الاجواء، جال وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو والوفد المرافق، على القيادات اللبنانية. البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي كان اول مستقبليه في الصرح البطريركي في بكركي في لقاء استمر قرابة الـ ٤٥ دقيقة وكانت مناسبة لعرض التطورات. وغادر بارو من دون الإدلاء بأي تصريح… بعدها إستقبل ميقاتي بارو في السراي، في حضور ماغرو والمستشار الديبلوماسي لرئيس الحكومة السفير بطرس عساكر. وفي خلال الاجتماع جدد رئيس الحكومة التأكيد “أن مدخل الحل في وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان والعودة الى النداء الذي اطلقته الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا بدعم من الاتحاد الاوروبي ودول عربية واجنبية لوقف اطلاق النار”. ورأى “ان الاولوية لتطبيق القرار الدولي 1701″. بدوره شدد وزير خارجية فرنسا على”اولوية انتخاب رئيس الجمهورية والعمل على وقف المواجهات المسلحة”. وأكد ان فرنسا تدعم لبنان وشعبه على الصعد كافة، وهي مهتمة جدا بدعم الجيش ومساعدته في هذه الظروف الدقيقة”.. بعدها التقى بارو بري في عين التينة. كذلك، استقبله قائد الجيش، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان. ونوّه بارو بأداء الجيش، مؤكدًا استمرار دعم بلاده للمؤسسة العسكرية.

السفارة: ووزعت السفارة الفرنسية بيانا صادرا عن وزارة الخارجية الفرنسية جاء فيه؛ سلم وزير أوروبا والشؤون الخارجية جان نويل بارو، مساء الأحد في بيروت، إلى وزير الصحة اللبناني 12 طنا من الأدوية والمعدات الطبية، نقلتها بالطائرة وزارة القوات المسلحة الفرنسية، للاستجابة لحالات الطوارئ واحتياجات الطب العام، وخاصة طب الأطفال.

بعد النكبة: في ظل هذه الاجواء، رأت الدائرة الإعلامية في حزب القوات اللبنانية في بيان أن “ما يجمع البلد بعد النكبة التي ألمّت به هو الدستور والمؤسسات، والخطوة الأولى في هذا الاتجاه والفورية تكمن في انتخاب رئيس للجمهورية وفاقًا لهذا الدستور، وأن يصار بعدها إلى تكليف رئيس حكومة وتشكيل حكومة تأخذ على عاتقها تطبيق الدستور والقرارات الدوليّة المتعلقة بلبنان”، مشيرة الى ان “مظلة الأمان الوحيدة للبنانيين هي الدولة، وحان الوقت لأن تتحمّل الدولة وحدها مسؤولياتها، والمدخل الوحيد إلى ذلك انتخاب رئيس للجمهورية، ومَن يرفض هذا الانتخاب بحجج قديمة يعني أنّه يريد إبقاء لبنان من دون دولة فعليّة ومؤسّسات حقيقيّة على رغم المأساة التي تعيشها الناس والخراب الذي ألمّ بالبلد، ومع انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة تعقد طاولة الحوار في بعبدا بهدف معالجة نهائية لأزماتنا اللبنانيّة الوجوديّة والوطنيّة والسياسيّة”.

غارات وقصف: بالعودة الى الميدان، وفيما يترقّب لبنان تداعيات اغتيال نصرالله، تتّجه الانظار إلى الميدان وما ستحمله الساعات المقبلة من تطوّرات بين إسرائيل و”حزب الله”. وأعلنت وزارة الصحة عن مقتل 105 وسقوط 359 جريحاً من جراء الغارات الإسرائيلية خلال الـ24 ساعة الماضية. في وقت افيد عن إستشهاد جندي لبناني إثر اصابته باستهداف إسرائيل لدراجة بالقرب من حاجز للجيش اللبناني في الجنوب… وشن الطيران الإسرائيلي، فجر الاثنين، غارة جوية استهدفت شقة سكنية في منطقة الكولا، في أول هجوم جوي على المدينة منذ فتح جبهة الجنوب. فيما أعلنت “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” مقتل ثلاثة من عناصرها في الهجوم. واعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان أن غارة الكولا في بيروت ليل أمس أدت إلى استشهاد أربعة أشخاص وإصابة أربعة آخرين بجروح. أيضاً، تلقت حماس ضربة قاسية اذ قتلت غارة اسرائيلية قائدها في لبنان فتح شريف أبو الأمين مع زوجته وابنيه في استهداف فجرا، في مخيم البص في صور وقد نعته الحركة في بيان. وسقط 3 قتلى في غارة على محيط ساحة بنعفول في قضاء صيدا. وأغار الطيران المسيّر على سيارة قرب بلدة ارزون، وافيد عن وقوع اصابات. وطال قصف مدفعي سهل مرجعيون وسجلت غارة على منزل في بلدة ام التوت. وسقطت قذيفة مدفعية قرب خزان المياه التابع لقرية سردا. وطال قصف مدفعي قرى زبقين وشمع وطيرحرفا وشيحين والجبين وأطراف علما الشعب. وسجلت غارتان على برج رحال ومنطقة الجبل الاحمر في بلدة حاروف، واستهدفت غارة الخيام. وشن الطيران الاسرائيلي غارة استهدفت بدياس ومنطقة جوار النخل – قدموس ، في صور، ما تسبب بسقوط شهيد وجريحين. وسقط 3 قتلى في غارة إسرائيلية في محيط ساحة بنعفول في قضاء صيدا. وأغار الطيران على منزل في بلدة طيرحرفا ولم يفد عن وقوع اصابات. وشنت الطائرات الإسرائيلية غارتين على بلدتي كفرشوبا وكفر حمام في قضاء حاصبيا وغارتين على شقرا وبرعشيت… كما شهدت منطقة الهرمل مجزرتَين جديدتَين نتيجة استمرار الغارات الإسرائيلية، حيث أُطلق صاروخان باتجاه المنازل السكنية في تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل، استهدف منزلَين في محلّتَي الشلمان وحوش السيد علي، ممّا أسفر عن سقوط عشرة شهداء، بالإضافة إلى إصابة عشرين فرداً من عائلة الحاج حسن الجوهري. وسقط شهداء من طواقم المسعفين في الهيئة الصحية الإسلامية، بعد استهداف مركز الهيئة في سحمر في البقاع الغربي فجرا.

حزب الله: في المقابل، اعلن حزب الله “اننا قصفنا قاعدة الناعورة بصلية من صواريخ فادي 2”. كما قصف “مدينة صفد المحتلة بصلية صاروخية”.

الصحة: واعلنت وزارة الصحة عن سقوط 45 قتيلا و 70 جريحاً في الاعتداء الإسرائيلي على عين الدلب. واعلنت عن سقوط 12 شهيدا و 20 جريحا في حصيلة الغارات الإسرائيلية الليلية على الهرمل. ايضا، اعلنت ان “غارة معادية على مركز للدفاع المدني – الهيئة الصحية الإسلامية أدت إلى استشهاد ستة مسعفين وإصابة أربعة بجروح، مضيفة: وزارة الصحة العامة تنعى الشهداء الشجعان وتحيي إقدام كل المسعفين اللبنانيين الذين لم يتوانوا عن أداء واجبهم الإنساني رغم ما يتعرضون له من تهديد وتخويف وترهيب لاعاقتهم عن مهمتهم الاسعافية”. واسفت “الوزارة لعدم تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته ووضع حد لتمادي الكيان الإسرائيلي بخرق القوانين والأعراف الدولية وتنفيذ إبادته اللاإنسانية العدوانية والتي يدفع ثمنها المدنيون ورجال الاسعاف”.

غالانت: واذ أفيد بانتشار لدبابات إسرائيلية على الحدود مع لبنان، وفي زيارة تفقدية للواءي المدرعات والمشاة على الجبهة الشمالية، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ما وصفه المراقبون في إسرائيل بأنه تلميح قوي لشن هجوم بري ضد حزب الله في لبنان. غالانت قال لمقاتلي اللواءين البريّين: “ستجعلون من لا يفهم في الجانب الآخر من الحدود يفهمون، ونحن نثق بقدراتكم على انجاز أي شيء”. أضاف إن “اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مرحلة هامة لكنها ليست نهاية المطاف” مشيرا الى ان “هدفنا إعادة سكان الشمال وسنُفعل لأجل ذلك قواتنا برا وبحرا وجوا”. وتابع: “لكي نتمكن من إعادة سكان الشمال سنقوم باستخدام كل قدراتنا بما يشملكم أنتم”.

Share.

البث المباشر