كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
كان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي قرر تكليف وزير الخارجية عبدالله بوحبيب السفر الى نيويورك واجراء الاتصالات المناسبة هناك لمحاولة وقف الحرب الإسرائيلية على لبنان. لكن ميقاتي عدل عن هذا القرار وارتأى التوجه شخصيا الى الامم المتحدة لمواكبة المحادثات الجارية على هامش اعمال الجمعية العامة نهاية الاسبوع الفائت.
بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، فإن خطوة ميقاتي هذه لم تأت صدفة ولا لانه شعر بين ليلة وضحاها ان الامور خطيرة على الارض، لانها كانت كذلك منذ اللحظة الاولى. بل يبدو ان ثمة معطى ما جديدا، توافر لديه، ودفعه الى اتخاذ قرار الذهاب شخصيا الى نيويورك.
هذا الجديد في الواقع، سبق للبنان ان رأى مثيلا له منذ سنوات.
فالمشهد اليوم شبيه بالعام ٢٠٠٦ حيث بعد ايام على اندلاع الحرب، قرر حزب الله تكليف الحكومة اللبنانية، العمل على ايجاد صيغة دولية اممية لوقف الحرب، فكان القرار 1701.
اليوم، وبعد ان رأى الحزب هولَ الضربات وحجمَ الغارات الاسرائيلية من حيث حدتها وعنفها ورقعتها الجغرافية التي وصلت الى جرود جبيل وكسروان، يبدو انه قرر انتهاج خطة “الانسحاب” ذاتها: إناطة مهمة اسكات الة القتل بالحكومة، فتقوم هي بالاتصالات الدبلوماسية اللازمة من اجل بلوغ هذا الهدف، على ان يكون رئيس مجلس النواب نبيه بري، الوسيط بين الحزب والسراي في هذه القضية.
ثمة طرح ما، نقله بري الى ميقاتي في الساعات الماضية. وعليه، قرر الاخير حمله شخصيا الى نيويورك حيث تدور سلسلة محادثات في الكواليس يشارك فيها المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين، محورها الجبهة اللبنانية – الاسرائيلية.
سفر ميقاتي اذا مؤشرٌ الى رغبة لبنانية (بضوء اخضر من الحزب) دولية، باحياء الـ١٧٠١ او باقرار “شيء ما” يشبهه، لوقف القتال.. والحزب، كما حصل عام 2006، يريد من لبنان الرسمي ان يؤمن له السلّم الذي سيُنزله عن شجرة التصعيد ويخرجه من مستنقع الدم والدمار الذي لم يصب ترسانته وعناصره فحسب، بل لم يُبق حجرا على حجر جنوبا وتمدد الى البقاع، وحصد مئات الشهداء والجرحى في غضون ساعات معدودات.
هي ساعات حاسمة اذا بالنسبة الى الحزب ولبنان. فهل تقتنع اسرائيل بحل اليوم؟ الجواب نعم، اذا كان الحزب سيقبل بالتراجع الى شمالي الليطاني، الامر الذي بقي يرفضه حتى وقعت الحرب المدمّرة، تختم المصادر.