اصدرت نقابة محرّري الصحافة اللبنانية، اليوم الاثنين، بيان جاء فيه: “تنعى نقابة محرّري الصحافة اللبنانية نقيبها السابق الاستاذ الياس عون الذي توفّاه الله عن 89 سنة وهو انتخب على رأس النقابة في دورتَي 2012 و 2015. وكان قد شغل سابقا منصب أمين صندوق نقابة الصحافة اللبنانية، وانتخب عضوا في الأمانة العامة للإتحاد العام للصحافيين العرب.
ولد الياس عون في مدينة جزّين الجنوبيّة سنة 1935، وفيها درس وشبَّ وأتمّ دروسه في مدرسة الحكمة في بيروت. باشر عمله الصحافي منذ العام 1957 في صحف “الحديث المصوّرة”، “رقيب الأحوال”، الأوريان”، “”الجريدة، “الصفاء”.
وأصدر في بداية السبعينيّات وكالة الأنباء المحليّة كما كان تبوّأ منصب مدير عام دار ألف ليلة وليلة التي تصدر عنها : البيرق، الحوادث، la revue du liban و Monday morning”.
له كتب عدّة منها : “ثلاث سنوات نقيبًا،” “دفتر العُمر” و” أقول الحقيقة”.
كان الياس عون رائد الإلتزام الوطني والمهني لا يخشى في الحق لومة لائمِ. يسعى الى خدمة الغير بكل إندفاع من دون منّة أو شُكور. انه آخر عنقود الذاكرة الصحافية اللبنانية الذي فرطته يد المنون، لكن لن يقوى عليه النسيان”.
وقال النقيب جوزف القصيفي في نعيه: “يعّز علي أن انعى إلى الجسم الصحافي والإعلامي النقيب الياس عون الذي انطفأ سراج عمره، مسلما روحه لباريها، وهو المناضل الذي عرفته نقابة الصحافة سابقا واحدا من فرسانها، قبل أن ينتخب نقيبًا للمحررين لدورتين حائزًا على ثقة زملائه الذين أحبوه، ونسجوا معه علائق صداقة وأخوة .عاصر النقيب عون عمالقة الصحافة اللبنانية في نقابتي الصحافة والمحررين وخارجهما، وقامت بينه وبينهم صلات مودة خلال جهاده الطويل من أجل حرية الصحافة وكرامة المهنة. كان شرسًا في الدفاع عن حقوق الزميلات والزملاء وسعى دائمًا إلى حل ما كان يواجههم من متاعب بموقف صلب بادي الإنحياز اليهم”.
وتابع، “كان رحمه الله حلو المعشر، لين العريكة، على ظرف ودعابة، وساعة الموقف كان يمشي اليه من دون تهيب او وجل. إن الياس عون هو من الزمن الصحفي الجميل، بل الأجمل، ومن الرعيل الحاضر، النخي، المبادر الذي استطاع أن يفرد لنفسه مكانا ومكانة في المشهد الوطني والإعلامي”.
وختم القصيفي: “يغيب الياس عون وتطوى معه صفحة، بل صفحات، من الذكريات التي لا تُنسى والتي تسلط الضوء لواقع الصحافة اللبنانية والعاملين فيها سحابة ثلاثة ارباع قرن من الزمن، فيها ما يبعث على الحزن والكآبة، وما يشيع الفرح والأمل. يمضي إلى معانقة أرض جزين والإتحاد بترابها الذي أبصره نور الحياة، مخلفا الذكر الحميد، الطيب، وسيظل ذكره ماثلًا عندما يُؤرخ للصحافة اللبنانية في عصرها الحديث بكل مراحلها واطوارها، وعند الحديث عن رجال تركوا بصمات لا تُمحى”.
وفي ما يتعلق بمراسم الدفن: “يُحتفل بالصلاة لراحة نفسه الساعة الثانية عشرة ظهر الأربعاء 18 أيلول الجاري في كنيسة القلب الأقدس، سامي الصلح في بدارو. ثمّ يُنقل جثمانه الى مسقط رأسه في جزين حيث تقام صلاة البخور في كنيسة مار يوسف الساعة الثالة بعد ظهر الأربعاء”.