أكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، عقب لقائه مع وفد من كتلة “الاعتدال الوطني”، أن لبنان يمر بمرحلة انتقالية تتطلب الكثير من العمل، معربًا عن تفاؤله بأن البلاد تسير على طريق استعادة الدولة وتطور مؤسساتها. جاءت تصريحاته بمناسبة عيد الميلاد، حيث عايد الجميل اللبنانيين والمسيحيين خاصة، داعيًا إلى استقبال العيد بأجواء من الأمل بالمستقبل.
أشار الجميل إلى أن لبنان يعيش مرحلة دقيقة تتطلب تكاتف الجهود لاستكمال عملية الإصلاح والتطور على المدى المتوسط، مشددًا على أهمية التطلع إلى مستقبل أفضل من خلال العمل الدؤوب لتحقيق السيادة واستعادة المؤسسات الفاعلة.
وفي إطار حديثه، تطرق الجميل إلى التصريح الأخير الذي أدلى به أحمد الشرع، أحد مسؤولي الإدارة الجديدة في سوريا، الذي أشار إلى معاناة لبنان في ظل الاحتلال السوري واغتيال الرئيس بشير الجميل. واعتبر رئيس حزب الكتائب أن هذه التصريحات تمثل “لفتة رمزية مهمة” تعبّر عن احترام وانفتاح تجاه لبنان، مضيفًا أن مواقف الشرع التي أكدت على سيادة لبنان والعلاقات الندية بين البلدين تحمل بارقة أمل.
ودعا الجميل الحكومة اللبنانية إلى استثمار هذه الإشارات الإيجابية من الجانب السوري للضغط في سبيل الكشف عن مصير المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، ومن بينهم عدد من رفاق حزب الكتائب الذين ما زال مصيرهم مجهولاً. وأعرب عن أمله في أن تكتمل المؤسسات في سوريا بما يمهّد لقيام علاقات ندية ومؤسساتية بين البلدين كما كان يطالب حزب الكتائب منذ زمن.
وفي حديثه عن الاستحقاق الرئاسي، قال الجميل إن لبنان أمام فرصة تاريخية لانتخاب رئيس جديد من دون تدخلات أو وصاية خارجية. ودعا إلى اختيار رئيس مؤتمن على سيادة لبنان واستقلاله، وقادر على حصر السلاح بيد الدولة وفق القرارات الدولية والدستور اللبناني. وشدد على ضرورة أن يكون الرئيس المقبل شخصية جامعة تسعى لفتح صفحة جديدة، بعيدًا عن منطق الحقد والقهر الذي عانى منه اللبنانيون.
ويمر لبنان منذ فترة طويلة بأزمات سياسية واقتصادية خانقة، حيث يشهد البلد شغوراً رئاسياً وتدهوراً مستمراً في الأوضاع الاقتصادية، وقد دفع هذا الفراغ السياسي إلى احتدام الجدل بين القوى السياسية اللبنانية حول ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أقرب وقت ممكن.
في هذا السياق، دعا العديد من السياسيين اللبنانيين إلى ضرورة التفاهم والتعاون لتجاوز هذه الأزمات واستعادة الثقة في المؤسسات الحكومية.