توصلت دراسة جديدة إلى أن تأثير الدواء الوهمي قد يكون له فوائد حقيقية لبعض الأفراد، حيث يمكن أن يؤدي إلى تحسينات ملحوظة في التخفيف من التوتر.
نشرت الدراسة في مجلة “علم النفس التطبيقي”، وأظهرت أن تناول حبوب السكر التي لا تحتوي على مكونات طبية نشطة يمكن أن يساعد في تقليل التوتر لدى بعض الأشخاص، إذا كان لديهم توقعات إيجابية حول تأثيرها.
قام علماء النفس بقيادة الدكتور جيسون موسر من جامعة ولاية ميشيغان بدراسة تأثير الدواء الوهمي على 64 مشاركاً، حيث تم توزيعهم إلى مجموعتين: الأولى تلقت حبوب الألياف النباتية الخاملة مع توجيه لتناولها مرتين يومياً، بينما لم تتلقَ المجموعة الثانية أي علاج. تم تقييم مستويات التوتر والقلق والاكتئاب قبل التجربة، في منتصفها، وفي نهايتها.
على الرغم من معرفة المشاركين في مجموعة الدواء الوهمي بأن ما يتناولونه هو مجرد دواء وهمي، فقد أبلغوا عن انخفاض ملحوظ في التوتر والقلق والاكتئاب مقارنةً بالمجموعة التي لم تتلقَ أي علاج.
وقد تكون هذه النتائج دليلاً على أن التوقعات الإيجابية يمكن أن تلعب دوراً مهماً في تأثير الدواء الوهمي.
وأوضح موسر أن “التعرض للإجهاد على المدى الطويل يمكن أن يؤثر بشكل كبير على القدرة على إدارة العواطف ويؤدي إلى مشاكل صحية عقلية خطيرة.
لذلك، نحن متحمسون لرؤية أن تدخلًا بسيطًا يمكن أن يؤدي إلى فوائد كبيرة، حتى وإن كان على المدى القصير.”
ومع ذلك، يحذر الباحثون، بما فيهم عالم النفس داروين جيفارا، من أن حجم العينة في الدراسة كان صغيراً، وبالتالي هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم مدى صحة هذه النتائج عبر ثقافات وفئات عمرية متنوعة، ولتحديد فعاليتها على المدى الطويل.
كما اقترح الباحثون أن الأدوية الوهمية غير الخادعة قد تعمل عبر آليات مثل التوقعات الضمنية، وقد تكون مفيدة في معالجة الأشخاص الذين يعانون من مستويات معتدلة من التوتر، مما قد يساعد في الوقاية من تفاقم الحالات إلى مستويات أكثر خطورة.
أضاف جيفارا: “الأدوية الوهمية غير المخادعة التي تُدار عن بُعد قد تكون وسيلة فعالة لمساعدة الأفراد الذين يواجهون صعوبات في الوصول إلى خدمات الصحة العقلية التقليدية.”
رغم هذه النتائج الواعدة، يشير بعض الباحثين إلى أنه لا توجد أدلة كافية حتى الآن لدعم استخدام الأدوية الوهمية كعلاج، نظرًا لعدم وجود دراسات واسعة وطويلة الأمد تدعم فعاليته.