أعلنت منظمة الصحة العالمية أن تفشي مرض الموكسازول أو جدري القرود يمثل حالة طوارئ صحية عالمية، وهي حالة تُعد أعلى مستوى من الإنذار بموجب القانون الصحي الدولي. فيما أعلنت المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أن الوضع يمثل حالة طوارئ صحية عامة.
إعداد :إيمان محمد
فما جدري القرود Monkey Pox؟ وكيف تمكن الوقاية منه؟ وما طرق انتقاله؟ وأعراض جدري القرود؟. أسئلة كثيرة وغيرها تجدون إجاباتها في الموضوع الآتي:
ما جدري القرود؟
وفقاً لتعريف منظمة الصحة العالمية، فإن جدري القرود هو مرض فيروسي ينتمي إلى نفس عائلة الفيروس المسبب للجدري، ولكنه أقل شدَّة. ينتقل هذا الفيروس عادة من الحيوانات إلى البشر، كما يمكن أن ينتقل من شخص لآخر؛ وهنا تكمن خطورته وسرعة انتشاره.
في عام 1980 تمَّ القضاء على مرض الجدري وتوافرت اللقاحات التي حققت قدراً عالياً من الحماية، لكن لا يزال مرض جدري القرود يحدث في بلدان وسط وغرب إفريقيا. ثم تصاعد الحديث مجدداً عن جدري القرود منذ مايو 2022، بعد ظهور حالات جديدة.
جدري القرود هو مرض حيواني المنشأ؛ لذلك غالباً ما يتم العثور على حالات بالقرب من الغابات الاستوائية حيث تُوجد حيوانات تحمل الفيروس. وكما سبق أن ذكرنا قد ينتقل بين البشر عن طريق ملامسة سوائل الجسم، أو الجروح على الجلد أو على الأسطح المخاطية الداخلية، مثل الفم أو الحلق، أو قطرات الجهاز التنفسي.
كيف ينتقل جدري القرود؟
هناك عدة طرق تؤدي إلى الإصابة بجدري القرود، وتشمل الآتي:
الانتقال من الحيوان إلى الإنسان
يمكن للفيروس الانتقال من الحيوانات المصابة إلى الإنسان من خلال الاتصال المباشر بالدم، سوائل الجسم، أو الجلد المتقرِّح للحيوانات المصابة. كما أن التعرُّض لإفرازات الجهاز التنفسي أو الفضلات الحيوانية قد يساهم أيضاً في نقل الفيروس.
الحيوانات الأكثر نقلاً للفيروس تشمل القوارض مثل الفئران والسناجب، بالإضافة إلى القرود.
الانتقال من إنسان مصاب
ينتقل جدري القرود من إنسان مصاب إلى آخر سليم، من خلال رذاذ الجهاز التنفسي، أو الاتصال المباشر مع الجلد المتقرِّح أو سوائل الجسم لشخص مصاب.
الأسطح الملوثة
قد ينتقل الفيروس أيضاً من خلال ملامسة الأسطح أو المواد الملوثة، مثل الملابس أو الفراش، التي استخدمها الشخص المصاب.
انتقال عبر المشيمة
يمكن أن ينتقل الفيروس أيضاً من الأم المصابة إلى جنينها عبر المشيمة.
تظهر أعراض جدري القرود عادة خلال فترة تتراوح بين 5 و21 يوماً بعد التعرُّض للفيروس. وتشمل هذه الأعراض الآتي:
حمى
صداع
تورم الغدد الليمفاوية
آلام في العضلات
آلام في الظهر
قشعريرة
إرهاق
طفح جلدي يبدأ عادة على الوجه، ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
هل جدري القرود قاتل؟
جدري القرود لا يُصنَّف بوصفه مرضاً قاتلاً، خاصة في الدول المتقدمة التي لديها إمكانيات صحية جيدة. ومع ذلك، يمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة في بعض الحالات، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أو الأمراض المزمنة.
في معظم الحالات، يكون جدري القرود مرضاً خفيفاً ويختفي من تلقاء نفسه خلال بضعة أسابيع، لكن قد يعاني المريض من بعض المضاعفات مثل:
عدوى بكتيرية ثانوية
التهاب الدماغ
التهاب الرئة.
لقاح جدري القرود
من أهم طرق الوقاية من جدري القرود هو اللقاح، وهو متاح في صور مبسطة، هذا اللقاح يعمل على تحفيز جهاز المناعة لإنتاج أجسام مضادة تحمي الجسم من الإصابة بالمرض أو تخفف من شدة الأعراض في حالة الإصابة، ويعمل التطعيم على:
الوقاية من المرض
يُعتبر التطعيم هو أفضل وسيلة للوقاية من الإصابة بجدري القرود، حيث يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالمرض.
ربما يهمك الإطلاع على جدري القرود: طرق الوقاية في ظل حالة طوارئ أعلنتها منظمة الصحة العالمية
تخفيف حدة الأعراض
في حالة الإصابة بالمرض بعد التطعيم، فإنَّ الأعراض تكون عادة أقل شدة ومدة المرض أقصر.
الحد من الانتشار
يساعد التطعيم على بناء مناعة جماعية؛ ما يقلل من انتشار الفيروس ويحمي الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة.
هناك عدة أنواع من لقاحات جدري القرود، ولكن الأكثر شيوعاً هو اللقاح الذي يستخدم أيضاً للوقاية من الجدري. هذا اللقاح فعال جداً في الوقاية من كلا المرضين، ويوفر حماية طويلة الأمد.
تجب استشارة الطبيب لتحديد ما إذا كنت بحاجة إلى تلقي لقاح جدري القرود، والوقت المناسب لتلقي اللقاح.
علاج جدري القرود
هناك علاج متوافر لعلاج جدري القرود وهو عبارة عن مضاد للفيروسات، تمَّ إستخدامه وفقاً لبروتوكول أشرفت عليه مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، في أثناء تفشي جدري القرود الذي بدأ في عام 2022.
وإذا كنت مريضاً بشدة؛ فقد يصف لك طبيبك أدوية أخرى مضادة للفيروسات، تمت الموافقة عليها لعلاج الالتهابات الفيروسية الأخرى “مثل الجدري”، لكن الباحثين بحاجة إلى معرفة المزيد حول مدى فعاليتها في علاج المرض.
قد يعبجبكِ أيضاً الوقاية من الفيروسات في موسم الأولمبياد: طبيب يطلعكِ على ما يجب فعله
تاريخ جدري القرود
تم اكتشاف جدري القرود لأول مرة في عام 1958 بين مجموعات من القرود التي كانت تُستخدم في الأبحاث العلمية، ولهذا سُمي المرض بـ”جدري القرود”، لكن القرود ليست الحيوانات الوحيدة التي تُصاب بهذا الفيروس، بينما هناك أنواع أخرى مثل القوارض التي يمكن أن تحمل الفيروس.
شهد العالم أول حالة إصابة بجدري القرود في عام 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومنذ هذا الاكتشاف تمَّ رصد حالات متفرقة من جدري القرود في بعض الدول الإفريقية، خاصة في وسط وغرب إفريقيا. ولعل البلدان الأكثر تضرراً تشمل جمهورية الكونغو الديمقراطية، نيجيريا، الكاميرون، وساحل العاج.
تصاعدت أزمة جدري القرود عندما تمَّ رصد أول حالة للإصابة خارج إطار الدول الإفريقية، ووقع ذلك عام 2003، عندما أُصيب 47 شخصاً في الولايات المتحدة بالمرض بعد ملامسة كلاب البراري المستوردة من غانا.
في مايو 2022، حدث تفشٍّ كبير وغير مسبوق لجدري القرود في عدة بلدان حول العالم، بما في ذلك أوروبا وأمريكا الشمالية. هذه الحالات لم تكن مرتبطة مباشرة بالسفر إلى مناطق إفريقيا التي ينتشر فيها المرض؛ ما أثار قلقاً عالمياً بشأن انتشار الفيروس.