يُعدّ سرطان الثدي من أكثر السرطانات شيوعًا بين النساء عالميًا، وأحد الأسباب الرئيسية لوفيات السرطان. ورغم خطورته، يؤكد الأطباء أن نسبة كبيرة من الحالات يمكن تقليل احتمال وقوعها عبر تعديلات مستدامة على نمط الحياة.
توضح الدكتورة شيلي لو، أخصائية أورام الثدي في مركز «راش إم دي أندرسون» للسرطان، أن بعض عوامل الخطر غير قابلة للتغيير، لكن «تغييرات بسيطة في نمط الحياة قد تُحدث فرقًا كبيرًا في صحة الثدي».
عوامل الخطر الرئيسية
العمر: يزداد الخطر تدريجيًا بعد سن الأربعين ويبلغ ذروته لدى من تجاوزن السبعين. توصي الدكتورة لو ببدء تصوير الثدي بالأشعة (الماموغرام) عند الأربعين والاستمرار سنويًا، إذ يساهم الكشف المبكر في خفض الوفيات.
التغيرات الهرمونية: توقيت بدء الحيض وسن اليأس يؤثران في التعرّض لهرمون الإستروجين المرتبط بنمو خلايا الثدي؛ فالحيض المبكر (قبل 12 عامًا) أو تأخر انقطاع الطمث (بعد 55 عامًا) يُطيل فترة التعرّض ويزيد الخطر.
الحمل والرضاعة: إنجاب الطفل الأول بعد سن الثلاثين أو عدم إتمام الحمل قد يرفع الاحتمال، في حين تُظهر الأبحاث أن الرضاعة الطبيعية تُقلّل خطر الإصابة إلى جانب فوائدها الأخرى.
التاريخ العائلي والوراثة: وجود إصابات عائلية أو طفرات BRCA1/BRCA2 يرفع الخطر بشكل ملحوظ (قد يصل إلى 50–80%). لذا يُنصح بالاستشارة والفحص الوراثي لوضع خطة متابعة مناسبة.
كثافة نسيج الثدي: الثدي الكثيف يُصعّب اكتشاف الأورام بالطرق التقليدية، وقد يستلزم فحوصًا إضافية مثل الموجات فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي.
خطوات فعّالة للوقاية وتقليل الخطر
الحدّ من الكحول: الارتباط بين المشروبات الكحولية وزيادة خطر سرطان الثدي مثبت في الأدبيات.
اتباع نظام غذائي متوازن:
النمط المتوسطي الغني بالخضراوات والفواكه وزيت الزيتون قد يقلّل الالتهاب.
تناول الصويا باعتدال آمن عمومًا، ويُفضَّل تجنّب مكملاتها عالية الجرعة.
تقليل السكر والأطعمة المصنعة يساعد في الحفاظ على وزن صحي، وهو عامل وقائي مهم.
تجنّب المكملات دون استشارة طبية لاحتمال تداخلها مع العلاجات.
الحفاظ على النشاط البدني: ممارسة 150 دقيقة أسبوعيًا من نشاط معتدل (كالمشي السريع) أو 75 دقيقة من نشاط مكثف (كالركض) تُسهم في خفض الخطر وتحسين الصحة العامة.
تجنّب التدخين: التدخين التقليدي والإلكتروني يرتبطان بزيادة مخاطر سرطانات متعددة، منها سرطان الثدي، فضلًا عن أضرار مباشرة للرئتين والأوعية.
إدارة التوتر: لا دليل قاطع على أن التوتر يسبب سرطان الثدي، لكن ارتفاع الكورتيزول المزمن قد يعزز الالتهاب؛ كما أن التحكم بالتوتر يساعد في إبقاء الضغط والسكر ضمن المستويات الصحية.
وتؤكد الدكتورة لو أن الفحص المبكر والمنتظم هو الخطوة الأهم، مع مناقشة الطبيب بشأن الحاجة إلى الفحص الجيني عند وجود تاريخ عائلي، لوضع خطة متابعة ملائمة.