السمع أعمق من الأذن… الرابط الخفي بين الأصوات والمشاعر

October 17, 2025

كشفت دراسة علمية حديثة أن حاسة السمع لا تقتصر على وظيفة الأذن فحسب، بل تتجاوزها إلى الدماغ والعواطف، ما يجعل الاستجابة للأصوات انعكاساً معقداً لطريقة تفكيرنا وتنظيمنا للمشاعر.

وأوضحت الدراسة أن الأشخاص المصابين بما يُعرف بـ”متلازمة كراهية الأصوات” يعانون ردود فعل عاطفية شديدة عند سماع أصوات يومية بسيطة مثل مضغ الطعام أو النقر بالقلم أو حتى التنفس، وأنهم غالباً يجدون صعوبة في ضبط عواطفهم أو الانتقال بين مشاعر مختلفة.
وأشارت النتائج إلى أن هذه الحساسية المفرطة قد تكون معيقة اجتماعياً، إذ تدفع المصابين إلى تجنّب المواقف العامة واللقاءات اليومية.

وشملت الدراسة 140 مشاركاً بمتوسط أعمار يقارب 30 عاماً، خضعوا لاختبارات تقيس الذاكرة والمرونة العاطفية باستخدام صور بدلاً من أصوات، لتقييم طريقة استجابتهم للمحفزات.

وتبيّن أن المصابين بكراهية الأصوات الشديدة حققوا نتائج أقل دقة في المهام العاطفية، ما يدل على ضعف في المرونة الذهنية والعاطفية لديهم. كما أظهرت الاستبيانات ميلاً واضحاً نحو “الاجترار الفكري” أو الانغماس في الأفكار السلبية المتكررة، وهي سمة شائعة في اضطرابات القلق والاكتئاب.

ويرى الباحثون أن التفكير السلبي قد يُفاقم حدة التفاعل مع الأصوات المزعجة، مؤكدين أن العلاقة بين ضعف التحكم العاطفي وكراهية الأصوات ليست بالضرورة سببية، لكنها تسلط الضوء على آليات عصبية ونفسية مشتركة.

وتخلص الدراسة إلى أن السمع ليس مجرد استقبال ذبذبات، بل تجربة إدراكية عاطفية معقدة تكشف كيف تتفاعل أدمغتنا مع المحيط ومشاعرنا في آن واحد.

البث المباشر