في العام ٢٠١٧ اجرت وزارة الطاقة مناقصة لبناء محطات تعمل على الطاقة الشمسية تقدمت البها ٢٦٤ شركة بقي منها ١١شركة توزعت على المناطق اللبنانية كافة: 3 في البقاع، 3 في الجنوب، 3 في جبل لبنان ومشروعان في الشمال، بقدرة أجمالية تراوح بين 120 و180 ميغاواط، أي بمعدل يراوح بين 30 و40 ميغاواط في كل محافظة.
وعلى رغم مرور اكثر من سنتين على منح مجلس الوزراء ترخيصا لهذه الشركات للبدء بالعمل بهذه المحطات، الا انه لم يتم ضرب “أي ضربة “بها بحيث يطرح اليوم امكانية فتح مناقصة جديدة لادخال او تبديل شركات جديدة تؤمن انتاج الطاقة الشمسية وبيعها لمؤسسة كهرباء لبنان كما ينص الاتفاق الذي تم من خلال هذه المناقصة، الا اذا كانت هذه الشركات تبغي تحقيق الارباح من خلال بيعها الترخيص لشركة اخرى كما جرى مع شركة CMA CGM الفرنسية التي اشترت رخصتين من اصل الـ ١١ رخصة في منطقتي الشمال وجبل لبنان .
كما تجرى اتصالات مع شركتي توتال وقطر للطاقة لامكانية شراء بعض التراخيص في حال تعذر اخذ موافقة مجلس الوزراء لبناء محطة تعمل على الطاقة الشمسية بـ ١٠٠ميغاوات .
و يشير وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض إلى أن سياسة وقف الدعم العشوائي للمازوت وتعرفة الكهرباء التي قادتها الوزارة حفّزت الناس على استخدام الطاقة الشمسية، التي أصبحت تشكل 20% من الطاقة المنتجة في لبنان، حيث ارتفعت قدرتها من 150 ميغاوات إلى ما يزيد عن 1500 ميغاوات، مما يشكل ثورة في قطاع الكهرباء وتقدم نوعي بالمقياس العالمي لسرعة التحول الطاقي.
وتقول مصادر مطلعة لـ”المركزية” ان وزارة الطاقة أصدرت تراخيص لـ 11 شركة لبناء معامل طاقة شمسية بسعة 15 ميغاوات لكل معمل، لكن التمويل غير متوفر بسبب الحصار الاقتصادي. اليوم، استحوذت شركة CMA CGM على رخصتين وستبدأ ببناء معملين للطاقة الشمسية خلال الصيف أو الخريف على أن تدخل الخدمة في أول ربع العام ٢٠٢٥.
والملاحظ ان المواطنين سبقوا الدولة بانتاج الطاقة الشمسية بعد ان سحبوا الثقة منها لانها لم تتمكن من تأمين التغذية الكهربائية لهم لذلك وجدوا ان الطاقة الشمسية تغنيهم عن كهرباء الدولة والموتورات الخاصة فأقدموا بكثرة على انتاج هذه الطاقة، كما فعل القطاع الصناعي من خلال المصانع التي تعمل على الطاقة المكثفة وهذا ما فعله معمل ترابة سبلين الذي وقع عقدا لانتاج محطة على الطاقة الشمسية بقوة ٣٠ ميغاوات هي حاجة المصنع واكثر .
وتعتبر هذه المصادر ان هذا التطور في انتاج الطاقة الشمسية يعود الى الاسباب التالية :
-التقنين القاسي الذي تمارسه مؤسسة كهرباء لبنان نتيجة استمرار عدم حل مشكلة الكهرباء
-ارتفاع اسعار المولدات الخاصة وعدم تقيد اصحابها بالتعرفة التي تصدرها وزارة الطاقة وغياب الرقابة الرسمية عليهم.
-انتاج الطاقة الشمسية يعتبر ارخص من انتاج الكهرباء في المؤسسة ولدى اصحاب المولدات الخاصة.
-لجوء الكثير من اصحاب المصانع التي تعتمد الطاقة المكثفة الى الطاقة الشمسية بعد الارتفاعات الهائلة والفواتير المرتفعة مما كان يؤدي الى ان تشكل الطاقة لدى الصناعيين حًاليا ٣٠في المئة من الانتاج .
-تعتبر الطاقة الشمسية اكثر ملائمة للبيئة من المازوت والفيول المستعمل في المؤسسة ولدى المولدات الخاصة .
على اي حال، يبقى السؤال هل ستبصر هذه المحطات النور ام ستكون عرضة للمساومات والبيع والشراء ام تبقى في مهب الشمس؟