خرج الطالب الأمريكي، الذي انتشر مقطع فيديو له وهو يهجم على معلمته ويضربها بعنف، عن صمته أخيراً بعد محاكمته.
واعتذر المراهق بريندان ديبا (17 عاماً)، عن فعلته التي قام بها بعد أن سحبت منه معلمته لعبة فيديو، وقال إنه فقد التحكم بأعصابه، غير أن القاضي تيرينس بيركنز، قال إنه لم يستشعر ندماً حقيقياً من الطالب، وفق “دايلي ميل”.
وأصيبت المعلمة جوان نايديتش ( 59 عامًا)، بارتجاج في المخ وفقدان جزئي في السمع، وكسر في الأضلاع، بعد هجومه الوحشي عليها في مدرسة ماتانزاس الثانوية في بالم كوست، بفلوريدا.
ونشر معلم آخر لديبا، رسالة لللطالب قال إنه كتبها أثناء احتجازه، موضحاً أنه مصاب بالتوحد.
وجاء في الرسالة: “أشعر بالندم الشديد لأنني سمحت لمشاعري بالسيطرة عليّ وتركت الأمور تحدث بالطريقة التي حدثت بها، في الاختيار بين السماح لهذا الحادث بتدميري أو تسميتي أو تقويتي، اخترت السماح له بتقويتي”.
“سعيد”
وكان ديبا شتم معلمته حين أخذت جهاز الناينتندو أثناء فصل دراسي، وبصق عليها قبل أن يتبعها خارج الفصل ويهاجمها في الرواق، ويلكمها 15 مرة قبل أن يهدأ، رغم إغمائها.
ودعت المعلمة نايديتش، وهي أم لطفلين، إلى معاقبة مهاجمها المراهق بأقصى عقوبة وهي الحبس 30 عامًا، و قالت للمحكمة: “لقد تسببت تصرفات بريندان ديبا في ذلك اليوم في خسارتي لوظيفة كنت أعمل بها منذ ما يقرب من 19 عامًا، وخسارة أمني المالي، وخسارة تأميني الصحي”.
وفي رسالته، كتب ديبا: “أنا آسف للغاية لإصابة الآنسة جوان بجروح بالغة، وأنا سعيد لأن الإصابات التي ألحقتها بها لم تترك أي ندوب أو كدمات دائمة”.
محفزات
لكن نايديتش قالت إنها من غير المرجح أن تتعافى تمامًا من الضرب، وقالت: “كل يوم يمثل تحديًا، لقد عشت كل يوم منذ ذلك الحين مع عواقبه، سواء كان فقدان السمع الذي أعاني منه، أو فقدان البصر، أو الصداع”.
غير أن القاضي حكم على ديبا بخمس سنوات من السجن، وقالت ليان ديبا، والدته بالتبني، من جهتها إنها حذرت المدرسة من الأمور التي تثير غضب ابنها، ووفقًا لها، كانت “الإلكترونيات” هي المحفز الأكبر له. وقالت على المنصة: “لقد أخبرت المدرسة أن الجوع، والضوضاء، وأن قول لا، وأن تصيح مواده أمام أشخاص آخرين وإحراجه، تثير انفعاله وتعد محفزات له، والإلكترونيات هي المحفز الضخم”.
ورفعت ديبا دعوى قضائية منفصلة ضد منطقة المدرسة بسبب الإهمال، ووصفتها بأنها “قنبلة موقوتة”.
قلب الطاولة
وحاول محامو ديبا قلب الأمر على المعلمة، زاعمين أن نايديتش فشلت في معالجة الاحتياجات الخاصة للصبي المصاب بالتوحد ولم يتم تدريبها بشكل صحيح على التعامل معه، ورد أن كورت تيفكي، أحد محامي ديبا، أشار إلى شهادة سابقة تشير إلى أن الاعتداء كان مظهرًا من مظاهر إعاقته.
وقال تيفكي إن ما حديث ليس خطأه، غير أن القاضي بيركنز، رفض هذا، مستشهدًا بالوحشية التي تم التقاطها في الفيديو، وأضاف أن هجوم ديبا على نايديتش لم يكن حادثًا معزولًا، وقال القاضي بيركنز معلقًا على الفيديو: “إنه يلاحظ العنف الشديد الذي لا معنى له بطريقة مقلقة للغاية”، وفي حكمه، استشهد بيركنز أيضًا بشهادة شاهد من الولاية، وهو طبيب نفساني، قال إن ديبا كان يعلم أن ما فعله كان خطأ.
وقالت والدة ديبا، التي وصفت الحكم بـ “الإعدام”، للصحفيين إن ابنها المتبنى، عوقب لمجرد كونه أسود وضخماً ومعاقاً، وقالت لنيوز نيشن: “إنه خائف، أن يتصل بك طفلك ويبكي ويقول لا أريد أن أموت، إنه أمر فظيع”.
وجاء هذا بعد رفض طلبها بالسماح لابنها بقضاء إقامة جبرية في منزلها.
و بمجرد انتهاء عقوبته البالغة خمس سنوات، سيخضع ديبا لخمسة عشر عامًا من المراقبة.