أعلن مسؤولون فلسطينيون أن المملكة العربية السعودية سترسل وزير خارجيتها، الأمير فيصل بن فرحان، في زيارة هي الأولى من نوعها إلى الضفة الغربية منذ احتلال إسرائيل للمنطقة عام 1967، وذلك نهاية هذا الأسبوع.

وقال نائب رئيس السلطة الفلسطينية، حسين الشيخ، لشبكة CNN إن الوفد الوزاري العربي برئاسة الأمير فيصل سيصل إلى رام الله الأحد، للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في خطوة تحمل دلالات سياسية ودبلوماسية بارزة.

وتأتي هذه الزيارة في ظل استمرار الحرب في غزة وتراجع احتمالات التطبيع السعودي- الإسرائيلي، فيما يسعى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى تحريك ملف الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.

وأكد السفير الفلسطيني لدى السعودية، مازن غنيم، أن مصر والأردن ودولًا عربية أخرى سترسل وزراء خارجيتها ضمن هذه الجولة، مشددًا على أن الزيارة تشكل “رسالة واضحة” مفادها أن القضية الفلسطينية تبقى مركزية للعرب والمسلمين.

في المقابل، أكدت السلطة الفلسطينية عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب الأحد، دون الكشف عن هوية الحضور الرسمي، بينما أبلغت السلطات الإسرائيلية بشبكة CNN بأنها على علم بالزيارة.

وتعكس هذه الخطوة إحباط السعودية من رفض إسرائيل إنهاء الحرب في غزة، ما دفع الرياض إلى حراك دبلوماسي واسع النطاق لإقناع الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة، بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، مع ثقتها بأن فرنسا ستكون من بين أولى الدول التي تعترف بها في حزيران القادم.

ومن المتوقع أن تشارك السعودية مع فرنسا في رئاسة مؤتمر رفيع المستوى في نيويورك خلال حزيران، يهدف إلى دعم حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.

وفي هذا السياق، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حديث له من سنغافورة، على أن الاعتراف بدولة فلسطينية ليس مجرد واجب أخلاقي بل ضرورة سياسية، محذرًا من أن إسرائيل أمام “ساعات أو أيام” لتحسين الوضع الإنساني في غزة أو مواجهة مواقف أوروبية أكثر صرامة.

وتجدر الإشارة إلى أن السعودية عينت في 2023 نايف السديري سفيرًا غير مقيم لدى الأراضي الفلسطينية، وزاره الضفة الغربية في أيلول من نفس العام لتقديم أوراق اعتماده لرئيس السلطة، في أعلى مستوى تمثيل سعودي منذ عقود.

تاريخيًا، زار الملك سعود عام 1954 والملك فيصل عام 1966 القدس، لكن هذه الزيارة الوزارية هي الأولى للضفة الغربية المحتلة منذ عام 1967، بحسب رئيس مركز الأبحاث T-Politography، شاؤول أرييلي، الذي وصفها بأنها “غير مسبوقة” وتعكس تغيرًا جذريًا في دعم السعودية للسلطة الفلسطينية، خصوصًا بعد اندلاع الحرب على غزة.

ويؤكد السعوديون دعمهم المستمر لحل الدولتين على أساس حدود عام 1967، مع إقامة عاصمة الدولة الفلسطينية في القدس الشرقية، والتزامهم بدعم ميزانية السلطة الفلسطينية، مما يعزز الدور السياسي الفلسطيني في مواجهة التحديات الراهنة.