تصاعد الدخان الأبيض من كنيسة سيستينا في الفاتيكان مساء اليوم الخميس، معلنًا انتخاب البابا الجديد من قبل الكرادلة، وذلك في اليوم الثاني من المجمع المغلق بعد وفاة البابا فرنسيس في 21 نيسان الماضي.

الكرادلة احتاجوا ليومين فقط لاختيار خليفة البابا الراحل، ما يعكس توافقًا سريعًا داخل المجمع، في نمط مشابه للانتخابات السابقة، ويشير إلى أن المرشح المتقدم قد نال ثقة زملائه بسرعة.

وبعد لحظات من تصاعد الدخان الأبيض، أطل البابا الجديد من شرفة الفاتيكان المطلة على ساحة القديس بطرس، ليُعرّف عن نفسه باسم ليو الرابع عشر، وهو الكاردينال الأميركي روبرت بريفوست، البالغ من العمر 69 عامًا، ليكون بذلك أول بابا أميركي في تاريخ الكنيسة.

ولد البابا ليو الرابع عشر في شيكاغو بتاريخ 14 سبتمبر 1955، لأب فرنسي وأم إيطالية. بدأ بدراسة الرياضيات، لكنه سرعان ما انضم إلى رهبنة القديس أوغسطين ورُسم كاهنًا عام 1982. أُوفد إلى بيرو في مهمة رعوية، وهناك أمضى سنوات تركت أثرًا عميقًا على رؤيته الكنسية، لا سيما خلال ترؤسه لمعهد لتكوين الكهنة.

عاد لاحقًا إلى شيكاغو لنيل دكتوراه في القانون الكنسي، ثم أمضى عقدًا آخر في بيرو. انتُخب عام 2001 رئيسًا عامًا للرهبنة الأوغسطينية حتى عام 2013. وفي العام التالي، عينه البابا فرنسيس أسقفًا على مدينة تشيكلايو في شمال بيرو، حيث بقي حتى عام 2023، وكان عضوًا بارزًا في مؤتمر الأساقفة المحلي.

في يناير 2023، استدعاه البابا فرنسيس إلى روما وعينه رئيسًا لدائرة الأساقفة، إحدى أهم هيئات الكوريا الرومانية والمسؤولة عن اقتراح التعيينات الأسقفية حول العالم. وبعد فترة وجيزة، رُقي إلى رتبة كاردينال، ما جعله مؤهلًا للمشاركة في المجمع الانتخابي.

يتميّز البابا الجديد بأسلوب متواضع وغير تصادمي، ويُعرف بقدرته على الإصغاء والحوار بين الثقافات. يتقن خمس لغات: الإنجليزية، الإسبانية، الفرنسية، الإيطالية، والبرتغالية. وتُعتبر رؤيته امتدادًا لنهج البابا فرنسيس، لاسيما في ما يتعلق بالإصلاح الكنسي والحكم الجماعي وتعزيز كنيسة أقرب إلى الناس وأقل مركزية.

ومن أبرز تصريحاته:

“الأسقف لا يُفترض أن يكون أميرًا صغيرًا يجلس على عرشه.”
“يجب التبشير بالإنجيل في كل مكان، حتى لو اختلفت السياقات الثقافية والأولويات من بلد لآخر.”