أثار إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى، موجة من الانتقادات الحادة من جهات دولية وإقليمية.
في هذا السياق، وصفت حركة “حماس” خطة ترامب بأنها “طرد قسري” للفلسطينيين من أرضهم، معتبرة أن هذا الطرح “وصفة لإنتاج الفوضى والتوتر في المنطقة”، وأكدت أن “أهل غزة لن يسمحوا بتمرير هذه المخططات”.
من جانبه، قال السيناتور الديمقراطي الأميركي، كريس ميرفي، في منشور على حسابه عبر منصة “إكس”: “لقد فقد عقله تمامًا.. سيؤدي غزو الولايات المتحدة لغزة إلى مذبحة لآلاف الجنود الأميركيين وحرب في الشرق الأوسط تستمر لعقود. إنها أشبه بمزحة رديئة”.
بدوره، اعتبر عضو مجلس النواب الأميركي، جيك أوشينكلوس، أن الاقتراح “متهور وغير معقول”، محذرًا من أنه قد يؤدي إلى تقويض المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وقال في تصريحات لشبكة “نيوز نيشن” التلفزيونية: “يتعين علينا النظر إلى دوافع ترامب. وكما هو الحال دائمًا، عندما يقترح ترامب بندًا سياسيًا، فهناك صلة بالمحسوبية وخدمة الذات”، في إشارة إلى احتمال وجود دوافع شخصية أو اقتصادية خلف الخطة. كما ألمح إلى أن “ترامب وصهره جاريد كوشنر يسعيان لتحويل غزة إلى منطقة استثمارية ومنتجعات سياحية”.
على المستوى الإقليمي، أكدت وزارة الخارجية السعودية أن “موقف المملكة من قيام الدولة الفلسطينية راسخ وثابت لا يتزعزع”، مشددة على أنه “لا يمكن إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة”، وهو موقف كرره ولي العهد الأمير محمد بن سلمان “بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل”.
أما رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، فقد شدد على أن بلاده “لا تزال ملتزمة بحل الدولتين كسبيل وحيد لتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط”، وذلك في أعقاب إعلان ترامب عن رغبته في تولي السيطرة على غزة.
في السياق ذاته، شكك جون ألترمان، رئيس برنامج الشرق الأوسط في مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية، في إمكانية تنفيذ خطة ترامب، مؤكدًا أن “العديد من سكان غزة ينحدرون من فلسطينيين فروا من أجزاء من إسرائيل الحالية ولم يتمكنوا قط من العودة إلى ديارهم السابقة، ولذلك أشك في أن الكثيرين منهم سيكونون على استعداد لمغادرة القطاع المدمر”.
يأتي هذا الجدل بعد تصريحات ترامب التي تحدث فيها عن “تحويل غزة إلى ريفييرا الشرق الأوسط”، وهي رؤية وصفها البعض بأنها خيالية وتفتقر إلى الواقعية السياسية، خاصة في ظل تعقيدات الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
يذكر أن ترامب، خلال ولايته الرئاسية الأولى، كان قد اتخذ سلسلة من القرارات المثيرة للجدل لصالح إسرائيل، أبرزها نقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، بالإضافة إلى دفعه لاتفاقيات ابراهام التي أدت إلى تطبيع عدد من الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل.