Search
Close this search box.
وقت القراءة: 3 دقائق

دخلت منطقة الشرق الأوسط خلال الساعات الماضية مرحلة “الأيام العصيبة”، وقال مسؤول أميركي تحدّث الى “العربية” إن “مرحلة السماح إنتهت” مشيراً الى أن أي شيء ممكن أن يحدث الآن.

وفي تفصيل لهذا الكلام، يتابع الأميركيون بعد كل حدث ضخم في الشرق الأوسط ما يفعله الأطراف، خصوصاً إيران، وقد تعلّم الأميركيون أن إيران، وكلما تلقّت ضربة، تدخل في أيام من النقاش الداخلي، وأن أجنحة الدولة الإيرانية تدرس الخيارات المطروحة والممكنة وينخرط في هذا الدرس الحرس الثوري والمرشد الإيراني.

تعتبر الاجهزة الأميركية هذه المرحلة “مرحلة السماح” حيث يتأخّر الردّ الإيراني، وتسمّيها حرفياً “المرحلة الحلوة”… لكن هذه الأجهزة الأميركية تعرف أيضاً أن الايرانيين يعملون خلال هذه الأيام على وضع خطط للردّ على الضربة، والآن يعتبر الأميركيون أن مرحلة السماح هذه انتهت، والآن بدأت مرحلة “الأيام العصيبة” حيث من الممكن أن تردّ إيران على اغتيال زعيم حركة حماس في طهران، ويكون حزب الله مستعداً لتنسيق هجومه المحتمل مع طهران، ردّاً على مقتل فؤاد شكر أحد أكبر قادة التنظيم التابع لإيران.

استغل الأميركيون مرحلة السماح هذه لإيصال رسائل الى طهران، والى الأطراف التابعة لها، وتُجمع كل التصريحات الأميركية على القول إن واشنطن لا تريد تصعيداً، وقد استعملت الولايات المتحدة كل الأقنية الدبلوماسية المتاحة، لإيصال هذه الرسالة الى طهران.

يؤكد الكثير من المسؤولين الأميركيين أن واشنطن استعملت القنوات الدبلوماسية المعتمدة مثل السفارة السويسرية في طهران لإيصال هذه الرسالة، كما أنها اعتمدت على حلفاء مثل رئيس وزراء بريطانيا والرئيس الفرنسي ومستشار المانيا لإجراء محادثات مع الرئيس الإيراني الجديد، وللقول له إن الولايات المتحدة وباقي الأطراف لا يريدون تصعيداً.

يخشى الاميركيون من أن تكون طهران استغلّت “مرحلة السماح” لتنسيق هجوم أكبر وأسوأ من هجوم 13 إبريل نيسان الماضي، ويقدّر الأميركيون الآن أن لدى إيران الكثير من الخيارات، خصوصاً شنّ هجوم مباشر من الأراضي الإيرانية وبالتعاون مع الميليشيات التابعة لها في لبنان وسوريا والعراق واليمن.

أبدى أكثر من مسؤول أميركي تحدّث الى “العربية” خشية خاصة من شنّ إيران او الميليشيات التابعة لها، هجمات على الجنود الأميركيين المنتشرين في العراق وسوريا، وقال أحد المتحدّثين إن هؤلاء الجنود معرّضون للمخاطر ولا نريد أن يصيبهم أي أذى.

من الواضح أن الأميركيين يريدون التشديد على أن الهجوم الإيراني المنسّق مع الميليشيات، لا يعني فقط أمن إسرائيل، بل يعني ايضاً الأميركيين، وهذا ما يسبب حالة توتّر كبيرة لدى الرئيس الأميركي وإدارته، خصوصاً وزارة الدفاع المسؤولة المباشرة عن جنودها في منطقة الشرق الاوسط.

ما يزيد من مخاطر هذه “الايام العصيبة” أن إيران لم تبدِ حتى الآن نيّة للتجاوب مع المساعي الأوروبية، أو مع الرسائل الأميركية، ولم يصدر أي تصريح من قبل القيادات الإيرانية يشير الى ان طهران مستعدّة بالفعل للتراجع عن تهديداتها.

يعتبر الاميركيون أن الردّ على تصاعد التهديدات الإيرانية هو في حشد المزيد من القوات في منطقة الشرق الاوسط والتحوّل من وضعية الدفاع الى وضعية الهجوم.

فقد نشرت واشنطن منذ بدأ التوتّر قوات بحرية إضافية في شرق المتوسط وفي البحر الأحمر وفي مياه الخيلج العربي، بالإضافة الى نشر بطاريات صواريخ مضادة للصواريخ في المنطقة، ومن الواضح، لدى النظر الى خريطة الانتشار أنها كانت في وضعية جيّدة لمواجهة أي هجوم كبير من ايران وميليشياتها وإفشال هذا الهجوم.

لكن اليومين الماضيين شهدا تحوّلاً واضحاً في القدرات الأميركية، فقد أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد اوستن أنه طلب من حاملة الطائرات لينكولن للتوجّه بسرعة أكبر الى الشرق الأوسط، وانه وجّه غواصة أميركية تحمل صواريخ توماهوك للدخول في منطقة عمليات المنطقة المركزية.

أكد مسؤول عسكري كبير تحدّث الى “العربية” أن الولايات المتحدة كانت تملك قدرات كبيرة في منطقة الشرق الأوسط في بداية المرحلة لكن “حاملة الطائرات والغواصة هما قوات هجومية”

لا يجب أن نفهم على الإطلاق أن الأميركيين يريدون الإنخراط في عملية استباقية، او المسارعة الى ضرب أهداف إيرانية، لكن مسؤولاً أميركياً تحدّث الى “العربية” قال إن “هذه القدرات الهجومية موجودة لمواجهة مرحلة من التصعيد” ووصف سيناريوهات التصعيد بقصف ايراني منسّق مع الميليشيات التابعة لطهران، وسقوط ضحايا خلال الهجوم، وأن تردّ اسرائيل على هذا الهجوم، فنكون بالفعل في مرحلة التصعيد وهذا ما يحتّم على الأـميركيين الاستعداد للإنخراط في ضرب أهداف ايرانية او تابعة للميليشيات.

إنها ايام عصيبة بكل معنى الكلمة، ولا تريد ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن أن يحدث شيئا، “فالجميع يعرف أن القيادة السياسية الأميركية تريد تركيز اهتمامها في مكان آخر، ولكن، هذا هو الشرق الأوسط وعلينا أن نكون مستعدّين لكل شيء” يقول أحد المتحدثين الأميركيين وهو يشير الى صعوبة المرحلة.

المصدر: العربية

Share.

البث المباشر