بعد هطول الأمطار الغزيرة في إثيوبيا وتسببها في انهيارات وانزلاقات أرضية أدت إلى مقتل أكثر من 200 شخص وفقدان المئات، لتطرح التساؤلات عن أسباب هذه الكارثة وتحديداً في هذا الوقت من العام.
معدل أمطار أعلى من المتوسط
وللإجابة على ذلك، أكد أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة عباس شراقي لـ”العربية نت” أن موسم الأمطار في إثيوبيا بدأ من يونيو/حزيران الماضي، مصحوباً بأمطار خفيفة ازدادت حدتها في يوليو/تموز الجاري، وستزداد في الشهرين المقبلين.
وأضاف الخبير أن معدل الأمطار الحالي يعد أعلى من المتوسط في أماكن عديدة من إثيوبيا والسودان.
نشاط زلزالي.. وطبقات أرضية مائلة
وأضاف أنه مع شدة الأمطار صباح أول أمس الاثنين، حدثت انهيارات أرضية في منطقة جوفا جنوب غرب إثيوبيا بمنطقة الأخدود الإثيوبي، حيث المناطق الجبلية والمكونة من عدة طبقات أرضية مائلة بسبب النشاط الزلزالي.
وأوضح أن ذلك جعلها تتشرب كميات كبيرة من مياه الأمطار، وبالتالي ازداد وزنها ثم انزلقت مع الانحدار، مشيراً إلى أنه إذا كانت الطبقات العليا أسفلها طبقة طينية، تعمل في هذه الحالة كمادة غرينية تساعد على الانزلاقات بشكل أكبر.
المرتبة الأولى عالمياً في انجراف التربة
إلى ذلك أكد شراقي، أن طبيعة هذه المنطقة جيولوجيا تختلف عن منطقة سد النهضة التي تفتقد للطبقات الرسوبية، ولكن بها صخور نارية ومتحولة عالية التحلل والتشققات، ويكثر بها الفيضانات وانجراف التربة والانهيارات الصخرية من تساقط الصخور، حيث تحتل إثيوبيا المرتبة الأولى عالميا في انجراف التربة.
كما أضاف أن الأمطار الحالية والتوقعات للشهرين المقبلين تشير إلى ارتفاع معدل الأمطار على إثيوبيا، وعلى معظم أنحاء السودان، عدا الشريط الشمالي على الحدود المصرية السودانية.
أسوأ انزلاق للتربة تشهده إثيوبيا
يذكر أن هذا أسوأ انزلاق للتربة تشهده إثيوبيا، ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان في القارة الإفريقية (120 مليون نسمة) والواقعة في القرن الإفريقي.
وكان جنوب إثيوبيا من المناطق التي تضررت جراء الفيضانات في نيسان/أبريل وأيار/مايو، خلال موسم الأمطار “القصير”. وبدأ موسم الأمطار “الطويل” في البلاد الواقعة في شرق إفريقيا في حزيران/يونيو.
وفي أيار/مايو 2016، قُتل 41 شخصا في انزلاق تربة عقب هطول أمطار غزيرة على منطقة ولاييتا الإدارية، الواقعة أيضا في منطقة الأمم الجنوبية.
في العام 2017، لقي 113 شخصا حتفهم بانهار جبل من القمامة في مقلب نفايات على مشارف أديس أبابا.