نشرت الكاتبة مايا كوهين في صحيفة “معاريف” تقريراً تناول الجدل الدائر حول إمكانية تعيين مجتبى خامنئي، نجل المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، خليفة محتمل لوالده.
وأشار التقرير إلى التحذيرات المتزايدة بشأن هذه الخطوة، التي قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في النظام الإيراني، مع تحليلات تشبه هذه التحولات بالنموذج الكوري الشمالي.
وقال بني سبتاي، الباحث المتخصص في الشأن الإيراني في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، في مقابلة مع الصحيفة، أن “إذا تم هذا التعيين، فإن الوضع في إيران وفي المنطقة سيصبح أكثر تعقيداً”، مضيفاً أن “الأمر لا يزال في مرحلة الشائعات، ولم يصدر أي تقرير رسمي يؤكد هذا التعيين، ما يعني أن القلق لا يزال في طور التكهنات”.
وأوضح سبتاي أن “هذا التوجه يتعارض مع التاريخ الإيراني”، مشيراً إلى أنه “لم يسبق أن ورث ابن الزعيم السلطة وهو على قيد الحياة في إيران”،كما أن هذه الخطوة ستكون مخالفة للدستور الإيراني، قائلاً: “على الرغم من أن الدستور الإيراني ليس ديمقراطياً، فإن هذا القرار سيكون تجاوزاً خطيراً”.
واعتبر أن “هذه الخطوة ستؤدي إلى نهاية الثورة الإيرانية كما كانت تُعرف”، محذراً من أن “إيران ستتحول إلى كوريا الشمالية”.
من جانب آخر، ذكر التقرير أن “مجتبى خامنئي، على الرغم من عدم تقلده أي منصب رسمي في الدولة، يلعب دوراً مهماً خلف الكواليس في مكتب والده”.
وأشار سبتاي إلى أن “مجتبى يشارك في لقاءات مع كبار المسؤولين، بمن فيهم قادة الحرس الثوري الإيراني، ولديه علاقات وثيقة مع هؤلاء القادة، مما يجعل له تأثيراً كبيراً في قضايا حساسة مثل البرنامج النووي الإيراني، البرنامج الصاروخي، والعلاقات مع حزب الله وحماس”.
كما سلط التقرير الضوء على دور مجتبى في قمع احتجاجات 2009 ودعمه للرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، ما يبرز موقفه المتشدد في السياسة الداخلية.
وقال سبتاي: “آراءه المتشددة تظهر بشكل واضح في مواقفه السياسية وفي دعمه للأيديولوجيا الثورية التي يعززها الحرس الثوري”.
وأشار التقرير أيضاً إلى أن “الحرس الثوري قد يدعم تعيين مجتبى خامنئي بسبب علاقاته الوثيقة مع قادته”، حيث قال سبتاي: “الحرس الثوري يعتبر مجتبى جزءاً من دائرته، ولن يتردد في تقديم الدعم له إذا احتاج ذلك”.
ورغم هذه التوقعات، شدد سبتاي على أن “الحديث عن تعيين مجتبى خامنئي لا يزال في إطار التكهنات، وأنه من المبكر تحديد ما إذا كانت هذه الخطوة ستحدث بالفعل”، لكنه حذر من أن “خطوة كهذه لن تمر بهدوء”، مشيراً إلى احتمال وقوع اضطرابات داخلية في إيران وزعزعة استقرار المنطقة بأسرها، وهو ما قد يؤدي إلى تبعات كبيرة على الوضع السياسي في الشرق الأوسط.
في الختام، حذر التقرير من أن “تعيين مجتبى خامنئي كمرشد أعلى جديد قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في ملامح النظام الإيراني”، مشيراً إلى أن “هذه الخطوة قد تكون لها تداعيات كبيرة على المستويات المحلية والإقليمية، وقد تفتح فصلاً جديداً في علاقة إيران مع العالم الخارجي”.