Search
Close this search box.
وقت القراءة: 2 دقائق

شهدت الأسابيع الماضية كشف حالتين إضافيتين لإسرائيليين وافقوا على التجسس لصالح إيران، مما أشعل الأضواء الحمراء في الاستخبارات الإسرائيلية، هذه التطورات تسلط الضوء على سهولة اختراق إيران للأمن الإسرائيلي، وصعوبة الكشف عن محاولات التجنيد التي لم تتوقف على مدى السنوات الماضية.

تطرح حالات التجسس أسئلة ملحة حول دوافع الإسرائيليين للاستجابة لنداءات المخابرات الإيرانية، وخيانة دولتهم.

كشفت ليراز مرغليت، الباحثة السلوكية في العصر الرقمي بجامعة رايخمان في هرتسليا، أن “هناك خصائص معينة تدفع المخابرات الإيرانية لتفضيل الإسرائيليين ذوي الشخصيات والنماذج النفسية المحددة لتجنيدهم”.

وأوضحت مرغليت، في مقال نشرته صحيفة “معاريف”، أن “معظم الإسرائيليين يعتقدون أن المال هو الدافع الرئيسي لتصرفات الجواسيس الذين تعاونوا مع الإيرانيين، لكن الأبحاث أظهرت أن الأمر يتجاوز ذلك، فالمال جزء من القصة، لكن الدوافع الرئيسية تشمل الحاجة لملء الفراغ العاطفي، والشعور بالإثارة، والرغبة في العثور على نوع من المهنة”.

وأشارت إلى أن “الدافع الغالب لأولئك الذين يوافقون على التعاون مع إيران هو الرغبة في الشعور بالأهمية وإثبات الذات، خاصة لمن يعانون من علاقات إشكالية مع الأهل أو يشعرون بالرفض من المجتمع، وبعض الجواسيس طلبوا مبالغ مرتفعة تصل إلى مليون دولار لتنفيذ المهام، لكن الدافع الأساسي قد يكون رغبتهم في الانتماء إلى شيء أكبر”.

في حالات أخرى، أصبحت القصة أكثر تعقيدًا، حيث أن الأفعال المكلفة من قبل المخابرات الإيرانية، مثل كتابة شعارات على الجدران أو إحراق السيارات، تشير إلى أن “المال ليس الدافع الوحيد، بل هناك أيضًا الرغبة في الإثارة والمشاركة في عمليات سرية”.

ولفتت الباحثة إلى أن “هؤلاء الجواسيس يشعرون بأن حياتهم تكتسب معنى جديدًا من خلال الانخراط في مهام خطيرة، مما يمنحهم شعورًا بالقوة والقدرة على اتخاذ قرارات صعبة، وتستخدم المخابرات الإيرانية أساليب التلاعب من خلال تعزيز شعور الالتزام لدى الجواسيس”.

كما تمت الإشارة إلى “أهمية الأبعاد الديموغرافية في حالات التجسس، حيث تم تجنيد إسرائيليين يعيشون خارج حدود دولة الاحتلال بسبب سهولة الوصول إلى إيران، في حالات أخرى، تم تجنيد النساء الإسرائيليات عن طريق شخصيات غامضة تواصلت معهن، مما يعكس قدرة المخابرات الإيرانية على استغلال الثغرات النفسية”.

وختمت مرغليت بالقول أن “هذه الحالات تؤكد أن التكنولوجيا والتطورات في مجال التجسس لا يمكن أن تخفي حقيقة أن الحلقة الضعيفة دائمًا ما تكون الإنسان، والرغبات البشرية، سواء كانت للإثارة أو لتحقيق مكاسب مالية، تقود الجواسيس المحتملين في النهاية إلى التعاون، مما يبرز أهمية فهم علم النفس البشري في مجال الأمن القومي”.

المصدر: عربي21

Share.

البث المباشر