تمثل الصواريخ الباليستية جزءاً أساسياً من ترسانة إيران العسكرية، وتستخدمها كأداة للردع والهجوم في مواجهة خصومها الإقليميين والدوليين. وتعد إيران، وفقاً لتقارير مكتب مديرة المخابرات الوطنية الأميركية، صاحبة أكبر ترسانة من الصواريخ الباليستية في الشرق الأوسط، مما يجعلها قوة محورية في المنطقة.
أنواع الصواريخ الإيرانية ومدياتها
نشرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية رسماً بيانياً لأبرز الصواريخ الإيرانية، مؤكدة قدرتها على الوصول إلى أهداف بعيدة مثل “إسرائيل”. ومن بين هذه الصواريخ:
سجيل: بمدى يصل إلى 2500 كم وسرعة تتجاوز 17 ألف كم/ساعة.
خيبر: بمدى يصل إلى 2000 كم.
الحاج قاسم: بمدى 1400 كم.
شهاب-1: بمدى 300 كم.
ذو الفقار: يصل إلى 700 كم.
شهاب-3: يتراوح مداه بين 800 و1000 كم.
عماد-1 وسجيل (قيد التطوير): يصل مداهما إلى 2000 كم.
الهجمات الإيرانية ودور الصواريخ في الردع
تعتمد إيران على الصواريخ الباليستية في تنفيذ عملياتها الهجومية. في 1 أكتوبر، أطلقت مجموعة من الصواريخ ذات الوقود الصلب والسائل باتجاه إسرائيل. وبحسب الخبير فابيان هينتس، تم إطلاق الصواريخ ذات الوقود الصلب من قاذفات مائلة، مثل الحاج قاسم وفتاح 1، بينما تم إطلاق صواريخ الوقود السائل، مثل عماد وخرمشهر، من قاذفات عمودية قرب مدينة أصفهان.
إيران استخدمت هذه الصواريخ أيضاً في يناير 2020، عندما استهدفت قاعدة الأسد في العراق، رداً على اغتيال قاسم سليماني. كما أطلقت صواريخ على مقر للمخابرات الإسرائيلية في كردستان العراق، وعلى جماعات مسلحة في باكستان.
تطوير القدرات الصاروخية
تواصل إيران تطوير ترسانتها من خلال الهندسة العكسية، وتحسين تصميماتها بالتعاون مع كوريا الشمالية وروسيا، ودعم من الصين. وفقاً لتقرير صادر في 2023، أنشأت إيران مستودعات تحت الأرض لإنتاج وتخزين الصواريخ، وجهزتها بأنظمة إطلاق متقدمة.
في يونيو 2020، أعلنت إيران عن إطلاق أول صاروخ باليستي من تحت الأرض. وفي يونيو 2023، كشفت عن أول صاروخ فرط صوتي، الذي يتميز بسرعات تتجاوز 5 أضعاف سرعة الصوت ومسارات طيران معقدة تجعل من الصعب اعتراضه.
دعم الحلفاء ونقل التكنولوجيا
إيران تعتمد على شبكة واسعة من الحلفاء لنقل خبراتها الصاروخية:
في لبنان، يعمل حزب الله على تحويل الصواريخ التقليدية إلى صواريخ دقيقة بمساعدة خبراء إيرانيين.
في سوريا، أقامت إيران منشآت تحت الأرض لتعليم الجيش السوري كيفية إنتاج الصواريخ محلياً.
تدعم إيران أيضاً الحوثيين في اليمن، الذين استخدموا صواريخ باليستية في استهداف السفن في البحر الأحمر وإسرائيل خلال حرب غزة. كما أطلق الحوثيون صواريخ باتجاه الإمارات عام 2022، لكن منظومة باتريوت الأميركية اعترضت بعضها.
أخيراً، تمثل الصواريخ الباليستية حجر الزاوية في استراتيجية إيران العسكرية، حيث تمنحها قدرة على الردع والهجوم في مواجهة خصومها، مثل الولايات المتحدة وإسرائيل. ومع استمرار إيران في تطوير تقنياتها الصاروخية ودعم حلفائها الإقليميين، تظل ترسانتها الصاروخية عنصراً رئيسياً في تعزيز نفوذها الإقليمي وصياغة معادلات القوة في الشرق الأوسط.