ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال العنيف الذي ضرب الفيليبين إلى 69 قتيلا، بحسب ما أفادت فرق الانقاذ اليوم، فيما يتواصل توافد الجرحى غداة هزّة أرضية بلغت قوتها 6,9 درجات وضربت الأرخبيل بعد أيام من أحوال جوية رديئة وفيضانات حصدت أيضا ضحايا.
وأوضح نائب مسؤول الدفاع المدني رافاييليتو أليخاندرو عبر التلفزيون الوطني، أن “معظم الضحايا قضوا جراء سحقهم تحت الركام”، ليرتفع عدد القتلى إلى 69.
وأعلن المعهد الأميركي للمسح الجيولوجي أنّ الزلزال وقع ليل الثلاثاء في الساعة 21,59 (12,59 ت غ) وحدّد مركزه في البحر قرب جزيرة سيبو في وسط الأرخبيل.
وأفادت السلطات عن سقوط 30 قتيلا في مدينة بوغو، فيما شهدت بلدات أخرى قريبة من مركز الزلزال حصيلة كبيرة أيضا، بينها سان ريميغيو (22 قتيلا) وميديلين (10 قتلى). وأعلن مستشفى بوغو أنه استقبل 186 جريحا.
وعند مدخل هذا المستشفى، كان أطفال جرحى يبكون وبالغون يصرخون عند تلقي الإسعافات على أسرّة وضعت تحت خيام زرقاء. وقد أخرجوا من مبنى المستشفى احترازا بسبب مئات الهزات الارتدادية التي سجلت في المنطقة خلال الليل.
وعلى مسافة قريبة كان العاملون في المستشفى ينقلون أكياسا سوداء مخصصة للجثث على حمالات لوضعها في شاحنات صغيرة على ما شاهد صحافيو وكالة فرانس برس.
وقال المسعف تيدي فوتياس البالغ 56 عاما: “لم تغمض له عين خلال الليل لافتا الى إن مرضى سينقلون إلى مستشفيات أخرى إذ أن مستشفى بوغو بلغ طاقته الاستيعابية، وتجاوزنا قدرتنا الاستيعابية وعلينا نقلهم إلى المدينة” في إشارة إلى عاصمة المنطقة سيبو الواقعة على مسافة نحو مئة كيلومتر جنوبا”.
وفي مكان آخر في بوغو نفسها، واصل عناصر الإطفاء الحفر بواسطة جرافة بحثا بين أنقاض فندق من طابقين انهار بالكامل، حيث يُعتقد أن موظفين اثنين في الاستقبال وطفلا قد يكونون عالقين.
وقال عنصر الإطفاء إروين كاستانيدا ل”فرانس برس”: “لا يمكننا التوقف، حتى وإن كنا نبحث منذ نحو خمس ساعات (…) نحن نتحدث عن أرواح بشرية، وسنفعل كل ما في وسعنا”.
وقدم الرئيس فرديناند ماركوس “تعازيه الصادقة للعائلات المفجوعة”، متعهدا تقديم مساعدة عاجلة.
وأظهرت لقطات صوّرها سكّان ونشرت على شبكات التواصل الاجتماعي كنيسة كاثوليكية أثرية في جزيرة بانتايان قرب سيبو مزيّنة بسلسلة من المصابيح تتأرجح بعنف قبل أن ينهار برج أجراسها.
والزلازل شبه يومية في الفيليبين التي تقع على حزام النار في المحيط الهادئ، وهو قوس من النشاط الزلزالي القوي يمتد من جنوب شرق آسيا إلى اليابان وعبر حوض المحيط الهادئ، وحتى السواحل الغربية للأميركيتين من الشمال إلى الجنوب.
وشهد الأرخبيل في الأيام الأخيرة كارثتين طبيعيتين أخريين هما العاصفة “بوالوي” والإعصار “راغاسا” وقد تسبّبا بمقتل نحو أربعين شخصا.