فرضت قوى الأمن الداخلي في محافظة السويداء، جنوب سوريا، حظر تجوّل شامل في مدينة السويداء اعتبارًا من صباح اليوم الثلاثاء وحتى إشعار آخر، وذلك عقب اشتباكات دامية شهدتها المنطقة خلال الأيام الماضية، أسفرت عن سقوط نحو 100 قتيل، بحسب مصادر محلية وحقوقية.

ودعا قائد الأمن الداخلي في المحافظة أهالي السويداء إلى التزام منازلهم، مؤكداً ضرورة “منع العصابات الخارجة عن القانون من استخدام المباني السكنية كمواضع لمواجهة قوات الدولة”. كما ناشد المرجعيات الدينية وقادة الفصائل المسلحة بـ”تحمّل مسؤولياتهم الوطنية والإنسانية، والتعاون الكامل مع الأمن لتأمين مركز المدينة وضمان استقرار كامل المحافظة”.

في السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع السورية أنّ وحدات من الجيش السوري تُلاحق مجموعات مسلحة وصفَتها بـ”الخارجة عن القانون”، مشيرة إلى أن هذه المجموعات تحاول الفرار من المواجهات والتسلل نحو وسط المدينة.

وتزامن التصعيد العسكري مع تدخل إسرائيلي مباشر، إذ أكدت مصادر عسكرية في تل أبيب قيام الجيش الإسرائيلي بقصف دبابات سورية كانت تتقدّم نحو أطراف السويداء، محذرًا من “استهداف الدروز”.

وبحسب باسم فخر، المتحدث باسم حركة رجال الكرامة، أبرز الفصائل الدرزية المسلحة في المنطقة، فإن مفاوضات تُجرى حاليًا بين وجهاء السويداء وممثلين عن الدولة السورية، في مسعى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وقال فخر في تصريحات لوكالة “فرانس برس”: “نحن مع الدولة، لكنّها تلكأت في تنفيذ اتفاق سابق يقضي بتشكيل جسم أمني وعسكري من أبناء السويداء”، وأضاف أن “فصائل غير منضبطة مدعومة من بعض عشائر البدو نفذت عمليات حرق ونهب في قرى درزية، وسيطرت على 5 بلدات على مشارف المدينة”.

وفي بيان منفصل، دعت الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية المقربة من الشيخ حكمت الهجري، إلى وقف فوري لإطلاق النار، مؤكدة رفضها لأي “فصائل تكفيرية أو خارجة عن القانون”. وأشارت إلى دعمها الكامل لـ”سيادة الدولة وتنظيم المحافظة من أبنائها الشرفاء”.

في المقابل، أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 99 شخصًا منذ اندلاع الاشتباكات يوم الأحد، بينهم 60 درزيًا (غالبيتهم من المسلحين)، وامرأتان، وطفلان، و18 من عشائر البدو، و14 عنصرًا من قوات الأمن، بالإضافة إلى 7 مسلحين مجهولي الهوية.