تعتبر الدلافين من الحيوانات اللطيفة والوديعة، ويراها الكثيرون مصدرا للبهجة والمرح ورمزا للوفاق بين الإنسان والبيئة.
لكن يبدو أن ذلك لا ينطبق على كل الدلافين، لا سيما أحد هذه الحيوانات الثديية الذي يعيش في مياه اليابان، وهاجم البشر نحو 50 مرة في السنوات الأخيرة.
وبسبب سلوكه الذي يبدو شاذا عن أقرانه، كان هذا الدولفين محل دراسة، وقال خبراء إن سلوكه العدواني ربما يكون بسبب شعوره بالوحدة.
ووقع 18 هجوما على السباحين في بلدة ساحلية جنوبي اليابان منذ 21 تموز ، ويعتقد أن جميعها نفذها نفس الدولفين الذكر، وفقا لهيئة الإذاعة اليابانية “إن إتش كي”.
وكان وراء الهجمات دولفين يبدو وكأنه بمفرده، وهو أمر غير معتاد لأن الدلافين ذات الأنف الزجاجي حيوانات اجتماعية للغاية وتعيش في مجموعات.
وقال تاداميتشي موريساكا من مركز أبحاث الحيتان في جامعة ماي اليابانية، الذي رأى صورا لهجمات الدولفين في بلدة ميهاما، إن من غير المعتاد أن تقترب هذه الحيوانات من الناس على الإطلاق، ناهيك عن عضهم.
وقال موريساكا إن العضات تبدو “لطيفة”، مما قد يشير إلى أن الدولفين “ربما يريد في المقام الأول التفاعل مع البشر، ولا يسعى لمهاجمتهم أو إيذائهم”، لكن لأن الدلافين لديها الكثير من الأسنان الحادة فحتى العضة غير العدوانية يمكن أن تسبب إصابة للإنسان.
والآن يتم تنبيه السباحين في المنطقة بضرورة الخروج من الماء إذا رأوا أي دولفين.
والأسبوع الماضي، قالت هيئة الإذاعة اليابانية إن رجلا في الخمسينيات من عمره تعرض لعضة من دولفين، اقترب منه أثناء محاولته إبعاده عن الشاطئ، في مدينة تسوروغا القريبة في محافظة فوكوي.
وكان هذا الرجل هو الضحية رقم 18 للدولفين منذ 21 تموز الماضي، والثانية في غضون يومين.
وقالت الهيئة إن 48 شخصا في المنطقة تعرضوا لعضات دولفين في السنوات الثلاث الماضية، مما أدى إلى إصابة بعضهم بكسور في العظام.
وأضاف موريساكا أنه “من المعقول أن نفترض أن نفس الدولفين وراء الهجمات”، استنادا إلى شكل الزعنفة الظهرية للحيوان، وهي فريدة من نوعها لكل دولفين ولذلك تشبه بصمة الإصبع.
وفي السياق ذاته، قالت الرئيسة التنفيذية لمركز أبحاث الدلافين في أستراليا إليزابيث هوكينز، إن الهجمات تبدو وكأنها من “دلافين منعزلة عن مجتمعها الطبيعي”، رغم أنه من غير الواضح سبب ذلك.
وتابعت: “عندما تكون معزولة اجتماعيا، يمكن أن تكون عدوانية للغاية، ويمكن أن تعض”.