استسلم زفن غوران إريكسون، أحد أفضل المدربين في تاريخ كرة القدم للمرض، وودّع الحياة أمس الاثنين، عن عمرٍ يُناهز الـ76 عاماً. اللاعب والمدرّب السابق لمنتخب إنكلترا، فارق عالمنا بعد 8 أشهر من إعلان إصابته بسرطان البنكرياس.
الحزين في قصة المدرّب التاريخي، أنه كان يعلم موعد موته. فبحسب تقييم طبيبه، “كان من المتوقع أن يعيش إريكسون لمدّة عام في أفضل الأحوال، وفي أسوأ الأحوال أقلّ قليلا”، لكن المرض داهمه قبل ذلك، ليترك هذا العالم بعد مسيرة حافلة بالإنجازات.
هذا المدرّب السويدي الذي شكّل خبر وفاته صدمة لكرة القدم وأفرادها، يعدّ من أبرز المدرّبين في العالم خلال السنوات الطويلة الماضية. فبعدما كان لاعباً في مركز الظهير الأيمن، انتقل
إريكسون إلى عالم التدريب من عام 1977 حتى 2019، حيث أشرف على عدّة أندية في الدوري السويدي والبرتغالي والإيطالي، فيما كان مشواره مع منتخب إنكلترا هو الأبرز على الإطلاق. اذ قاد “الأسود الثلاثة”، إلى ربع نهائي كأس العالم 2002، لكنه ودّع المسابقة حينها على يد البرازيل، وتأهل أيضًا برفقة إنكلترا إلى دور الثمانية في كأس أوروبا 2004 قبل أن يخسر أمام البرتغال أيضًا بركلات الترجيح. كما لم يحالفه الحظ في مونديال 2006، فغادر منصبه بعد 5 خمس سنوات من توليه سدّة المسؤولية، ليخوض بعدها سلسلة من التجارب مع كلّ من: “مانشستر سيتي”، المكسيك، ساحل العاج، “ليستر سيتي”، غوانغزو، شنغهاي، شنزن، ثم منتخب الفيليبين بين 2018 و2019، لكنه لم يدرّب قط منتخب بلاده.
حلمه تحقق
إريسكون كغيره من الناس، كان لديه حلم يتمنى أن يتحقق، وهو تدريب فريق “ليفربول” الإنكليزي. هذا الحلم في شهر آذار الماضي تحوّل إلى حقيقة، حيث لبّت إدارة النادي طلبه بعد الكشف عن مرضه وجعلت المدرّب جزءًا من الجهاز الفني الذي قاد مباراة أساطير “الريدز” أمام أساطير “أياكس أمستردام”.
وليس “ليفربول” وحده من كرّم المدرّب السويدي قبل وفاته، كذلك “لاتسيو” أحد الأندية التي تألقت تحت قيادة زافن الراحل والذي توّج معه بلقب الدوري الإيطالي، و”بنفيكا” و”جوتنرج” و”سامدبوريا” الذي فاز معه بكأس إيطاليا موسم 1993-1994.
رحيل أليم
“أوجع” رحيل إريسكون كرة القدم وأنديتها، فالمدرّب السويدي عاش في ربوع الملاعب ساعيًا للنجاح والألقاب، ومعه كبرت أحلام اللاعبين والمشجعين، وكيف لا يعمّ الحزن في أوساط المستديرة، وهو من قاد جيلا ذهبيًا من اللاعبين الإنكليز بينهم ديفيد سيمان وديفيد بيكهام وبول سكولز وفرانك لامبارد وروني وستيفن جيرارد.
وقد ودعت العديد من الأندية العالمية، المدرّب السويدي زفن غوران إريكسون ومنها “مانشستر سيتي”، أحد الأندية التي أشرف عليها المدير الفني السويدي، و”مانشستر يونايتد”. فيما كان “ليفربول” هو النادي الآخر الذي نعى إريكسون وكذلك “إيفرتون”. كما أعرب “ريال مدريد”، “برشلونة”، “لاتسيو”، “بايرن ميونخ” عن حزنهم العميق على وفاة المدرب التاريخي إريكسون.
المصدر:”لبنان 24″