أعلنت إدارة العمليات العسكرية في سوريا، اليوم، إلقاء القبض على اللواء محمد كنجو حسن، الذي وُصف بأنه المسؤول الأول عن الإعدامات الميدانية في سجن صيدنايا، وفقًا لبيان رسمي صدر عن الجهات الأمنية السورية.

ومنذ سقوط نظام الأسد، يشهد سجن صيدنايا، المعروف بسجله السيئ في مجال حقوق الإنسان، توافد آلاف العائلات التي تأمل العثور على أبنائها بين المعتقلين الذين حررتهم الفصائل المسلحة. ومع ذلك، فإن الآمال اصطدمت بالواقع المؤلم، إذ لا يزال مصير الآلاف من المعتقلين مجهولًا، ما دفع عائلاتهم إلى مواصلة المطالبة بالحقيقة والكشف عن مصير أحبائهم.

يعتبر سجن صيدنايا أحد أكثر السجون شهرة في سوريا، بسبب التقارير الحقوقية التي وثقت انتهاكات واسعة النطاق داخله، بما في ذلك الإعدامات الميدانية والتعذيب الممنهج. وخلال سنوات الحرب، تحول السجن إلى رمز للمعاناة الإنسانية والاعتقال التعسفي، حيث يعتقد أن آلاف المعتقلين قضوا فيه دون محاكمات أو حتى تسجيل رسمي لمصيرهم.

بعد سقوط النظام، تحررت بعض المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السابقة، بما في ذلك مواقع احتجاز كبرى. لكن رغم ذلك، لم تنجح معظم العائلات في تحديد أماكن أبنائها المفقودين، إذ ظل ملف المعتقلين أحد أكثر القضايا تعقيدًا في سوريا، مع غياب الشفافية حول السجلات الرسمية وملفات المعتقلين.

يشكل ملف المعتقلين والمفقودين في سوريا إحدى أبرز التحديات التي تواجه المرحلة الانتقالية بعد الحرب. ويرى مراقبون أن الحل لهذه القضية يتطلب تعاونًا دوليًا ومحليًا لجمع المعلومات والكشف عن الحقائق، بما يضمن تقديم المسؤولين عن الانتهاكات إلى العدالة، ويمنح العائلات بعض الراحة النفسية والمعنوية.

Share.

البث المباشر