أمل الأمين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري أن “يسعى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى وقف الحرب في لبنان وغزة، وإحلال السلام، كما وعد، بالتعاون مع أصدقاء لبنان والأشقاء العرب، ولا سيما بعد القمة العربية – الإسلامية في المملكة العربية السعودية التي نأمل أن يكون لها صدى في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي”.
وقال في حديث إلى قناة “الجديد”، مع الإعلامية رواند بو ضرغم، مساء اليوم :”كلنا أمل أن يفتح انتخاب ترامب أبواباً جديدة أفضل لأميركا، للعالم وللبنان، كما عبر الرئيس سعد الحريري في تهنئته له، ونحن نستبشر خيراً من ترامب الذي كان شعاره “أميركا أولاً” كما شعارنا في “تيار المستقبل” “لبنان أولاً”، والمعروف بسياساته الواضحة، كما نستبشر خيراً من وجود مستشاره اللبناني اللبناني الأصل مسعد بولس على صعيد تعاطي الإدارة الأميركية الجديدة مع لبنان”.
وإذ أكد “أن الرهان اليوم على إرادة الإدارة الأميركية الجديدة في أن تبدأ صفحة جديدة خالية من الحروب”، جزم رداً على سؤال “أن أي عاقل لا يمكن أن يتوقع ما قد يفعله مجرم مثل نتنياهو، وما اذا كان سيتجاوب، خصوصاً أنه يعيش اليوم نشوة لم يعشها شارون في زمانه”، معتبراً أن ” أي طرح لوقف إطلاق النار قبل استلام ترامب في 20 كانون الثاني لن يكون واقعياً، لأن أحداً لن يسلف إدارة راحلة قراراً كهذا”.
ولفت أحمد الحريري الانتباه إلى أن “القرار 1701 المطروح اليوم لوقف الحرب يشمل في فقرته الثالثة والثامنة ضرورة تطبيق القرارين 1559 و1680، ونحن نؤيد موقف الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه بري بشأن تطبيق القرار 1701، باعتباره يمثل نقطة رئيسية اليوم في حماية لبنان واللبنانيين وما تبقى من قرى الجنوب، من حرب استنزاف طويلة لا تشبه أي حرب سابقة مع العدو الإسرائيلي، الذي قرر أن يتحمل كل الخسائر من اجل تكريس هدنة طويلة على الحدود مع لبنان”.
ورأى “أننا في خضم حرب غير متكافئة، يحارب فيها “البيجر” تقنيات الذكاء الاصطناعي وأسلحته، ولا بد من وضع حد لها رأفة بانجازات المقاومة اللبنانية ضد العدو الإسرائيلي على مر التاريخ”.
وتوقف عند أهمية انعقاد القمة العربية – الإسلامية في المملكة العربية السعودية بالنسبة “للتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، ودعم لبنان”، داعياً إلى ترقب ما “إذا كانت سياسة طرفي النزاع، إسرائيل وإيران ومصالحهما، ستتماشى مع مقررات القمة العربية – الإسلامية، والإرادة في إحلال السلام العادل والشامل، وفق مبادرة السلام العربية في قمة بيروت 2002؟!”.
وشدد على أن “لبنان بحاجة إلى تطبيق دستور الطائف قبل أي شيء، وبمجرد تطبيقه تصبح كل القرارات الدولية مطبقة، ولا سيما حصرية السلاح بيد الدولة، وقرار الحرب والسلم”.
واعتبر في رده على سؤال عن طرح انتخاب رئيس للجمهورية من دون المكون الشيعي “أن المرحلة تحتاج إلى عقلانية سياسية، وتحتاج أكثر إلى واقعية سياسية، وطروحات كهذه تفتقد الى`ذلك، فنحن في مرحلة صعبة أحوج ما نكون فيها الى تعزيز التضامن الوطني”، لافتاً الانتباه إلى أن “هذا الطرح لا يخدم مصلحة المسيحيين، ولا مصلحة اللبنانيين، وخطورته إنه قد يستدرج طروحات مضادة من أطراف مسلمة، على يمين السنة والشيعة على حدا سواء ، كنا نسمع بها قبل الحرب، تدعو الى العودة للعد، والغاء المناصفة، وخلاف ذلك من طروحات نحن ضدها، لأننا في كل ممارستنا ومواقفنا نركز على المشروع الوطني والخطاب الوطني الجامع وعلى تطبيق الطائف”.
وعلق على سؤال عن الأخبار المتداولة عن مقتل سليم عياش، المتهم باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بالقول:” شعوري الأولى بعد سماع مقتل عياش كان “درب يسد ما يرد”، وحكم ربنا أن نرى العدالة في أيامنا، ونحن نقبل به، مع العلم أننا منذ بداية عمل المحكمة، وبعد اصدار قرارها الظني، شددنا على أن جل ما نريده العدالة وليس الثأر أو الانتقام”.
وختم بالقول رداً على سؤال عن توقيت عودة الرئيس الحريري :”حين سيقرر العودة، سيعود بمشروع انقاذي للبنان، وما دامت ظروف هكذا مشروع لم تتوافر بعد، فتعليق العمل السياسي مستمر. المهم اليوم أن تقف الحرب، وأن نثبت وحدتنا، وأن نحمي لبنان في هذه المرحلة من الفتن، ومن بعدها لكل حادث حديث”.