خاص تلفزيون المستقبل:
لا يمكن فهم الحقد الذي تحمله صحيفة “الأخبار” ومشغلها على دولة الإمارات! فالصحيفة، ومنذ بداية الحرب على لبنان، دأبت على استهداف دول الخليج، وعلى الأخص دولة الإمارات، في حين أفسحت المجال للأقلام الموالية لإيران، لكتابة مطولات الغزل في السياسة الخامنئية!
وفي جديد مسلسل “العدوان” على الإمارات الذي انتهجته الصحيفة، ها هي تنشر سيناريو يصلح لأن يُصوّر في أحد الاستوديوهات الرخيصة، ومضمونه أن وفدًا إماراتيًا حطّ في لبنان والتقى بعض القوى بهدف الضغط على الحزب!
ما نشرته الصحيفة استند إلى مصادر رُسمت في خيال الكاتب ومن يموله، وما كُتب بأقلام صفراء لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة ولا حتى إلى المهنية، وهما صفتان تتعارضان مع اسم “الأخبار”!
لكن الغريب أن الصحيفة أغفلت دور الإمارات في مساعدة لبنان، والجسر الجوي والبحري، وأنّ مئات العائلات من جمهور الحزب حظيت بإسناد الإمارات، والفرق شاسع وبعيد بُعد السماء عن الأرض بين إسناد يبلسم الجراح وإسناد يدمر العباد!
كما قررت الصحيفة أن تتجاهل أن مرشدها الإيراني لم يُسعف لبنان برغيف خبز، وأنّ كل ما يرسله إلينا هو خطابات الحرب والدمار والوعيد باستمرار الإسناد حتى آخر لبناني!
والأغرب من ذلك، أن القيّمين على هذه الصحيفة لم ينتبهوا إلى المرحلة الحساسة التي يمرّ بها لبنان، وبدلاً من الدعوة إلى التهدئة، ها هم يبثون بذور التفرقة بين اللبنانيين، ويدفعون من حيث يدرون ويدرون ويدرون، إلى إشكالات فتنوية في البلدات والمناطق التي استضافت نازحين، ومعظمها يعود إلى الجهات السياسية التي تمت مهاجمتها في النص المدسوس الذي نخجل أن نسميه مقالاً لرداءته المهنية!
ببساطة، هذه هي “الأخبار”، الصحيفة التي تكنّ العداء للعرب أكثر من العداء لإسرائيل، والتي لا تترك فرصة دون أن تشيطن فيها الدول العربية الشقيقة، والتي ربما أهون عليها أن تشيد برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن تشيد بالدور الرائد الذي تقوم به الإمارات لإنقاذ لبنان من محنته، وهي محنة ما كنا لنعاني منها لولا المحور صاحب فائض الأوهام الذي تواليه “الأخبار” سياسيًا وإيديولوجيًا!
ختامًا، الإمارات لا حاجة لها لأبواق كي تمدحها، ولا ينتقص منها بعض الأقلام الموتورة، فمواقفها أبلغ من أن يُطعن فيها، وتمسّكها بحل الدولتين كمسار لتحقيق السلام وضمان حقوق الفلسطينيين، أكثر وضوحًا من جبهات إسناد دموية، ومن محور إيراني يقاتل بالعرب لأجل التفاوض على دمائهم في الخارج!