Search
Close this search box.
وقت القراءة: 2 دقائق

وفقاً لصحيفة “Politico” الأميركية، “يدرك اللبنانيون تماماً أن بلادهم تقف على حافة الانهيار، لكن أكثر ما يثير استياءهم هو الضغوط الغربية المتزايدة التي تدفع نحو إصلاح سياسي سريع. وترى الصحيفة أن هذا الإصلاح لا يمكن أن ينطلق إلا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، حيث يمكن للرئيس الذي يتعهد بإعادة سلطة الدولة أن يضع لبنان على مسار جديد لإصلاح نظامه السياسي بشكل جذري. في الأوساط السياسية الغربية، يُعتبر قائد الجيش، العماد جوزاف عون، المرشح الأبرز لقيادة هذا التحول، إذ ينظرون إلى المؤسسة العسكرية على أنها الأكثر تمثيلاً وكفاءةً في لبنان، وتحظى باحترام واسع في الداخل”.

وأضافت الصحيفة: “من وجهة نظر الغرب، يُعتقد أن عون أو شخصية مشابهة له يمكنها تنفيذ إصلاحات تعيد إحياء النظام السياسي المتهاوي في لبنان. وتشمل هذه الإصلاحات تقليص نفوذ حزب الله ونزع سلاحه، لتصبح المؤسسة العسكرية القوة المسلحة الوحيدة في البلاد. ويرى صناع القرار الأميركيون أن الوقت بات مناسباً لهذه الخطوة، خصوصاً بعد الضغوط الإسرائيلية واغتيال بعض قادة الحزب. وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر هذا الشهر: “نريد أن نرى لبنان يتمكن من كسر قبضة حزب الله، وإنهاء الفيتو الذي يمارسه الحزب في اختيار الرئيس”.

وتوضح الصحيفة أن “رغم وجود رغبة لدى اللبنانيين في الإصلاح، إلا أن الواقع أكثر تعقيداً. وفقاً لمايكل يونغ، الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، فإن الحل الوحيد للأزمة الحالية هو التوصل إلى تسوية توافقية. ويرى يونغ أن إدارة الصراع مع حزب الله بعد الضغوط الإسرائيلية تحتاج إلى دقة شديدة لتجنب انفجار الوضع. وأشار إلى أن اغتيال إسرائيل لحسن نصر الله وخليفته المحتمل هاشم صفي الدين قد أضعف الحزب، مما يعقّد الأمور. وأكد يونغ أن فرض واقع سياسي جديد بشكل سريع قد يؤدي إلى اندلاع حرب أهلية. وأضاف: “في لبنان، القرارات الكبرى التي لا تُتخذ بالتوافق غالباً ما تؤدي إلى نزاعات طائفية”.

وأضافت “Politico”: “لبنان حالياً في وضع صعب للغاية، وغير قادر على التعامل مع أزمته. فمنذ الانهيار المالي عام 2019، يعيش 85% من سكانه تحت خط الفقر. وحتى قبل التوغل البري الإسرائيلي، كانت البلاد تعاني من شلل تام. كما فاقم انفجار مرفأ بيروت في عام 2020 الأوضاع، حيث أودى بحياة أكثر من 200 شخص وأصاب 7,000 آخرين، متسبباً بأضرار تجاوزت 15 مليار دولار. آخر ما يحتاجه لبنان الآن هو الدخول في حرب جديدة”.

وتابعت الصحيفة: “السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: كيف يمكن للبنان الخروج من هذه الأزمة؟”. وأشارت إلى أن “اللبنانيين لا يملكون إجابات واضحة، لكنهم يدركون أن الكثير يعتمد على نوايا إسرائيل، وما إذا كانت ترى أنها حققت أهدافها في إضعاف حزب الله. وحتى ذلك الحين، سيبقى لبنان في حالة جمود وعاجز عن التحرك، رغم كل الضغوط الخارجية من أجل التغيير. هناك مخاوف من أن هجوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يتوسع إلى ما هو أبعد من المخطط له. ورغم إعلان إسرائيل أن عملياتها تستهدف فقط البنية العسكرية لحزب الله، إلا أن القصف شمل قرى بأكملها، بما فيها مدارس ومرافق صحية”.

وختمت الصحيفة: “يوم السبت، صرّح مسؤولون عسكريون إسرائيليون لإذاعة “كان 11″ أن الهجوم البري دخل مراحله الأخيرة، ومن المتوقع استكماله خلال أسبوع أو أسبوعين. وأكدوا أن التركيز سينتقل بعد ذلك إلى القرى الواقعة أسفل جبل الشيخ عند الحدود الشرقية. لكن هناك شكوك حول هذه التصريحات، حيث يواصل حزب الله إطلاق الصواريخ باتجاه شمال ووسط إسرائيل. ويبدو أن إسرائيل لن توقف عملياتها العسكرية ما لم تتوقف هذه الهجمات عبر الحدود”.

Share.

البث المباشر