جاء في “الانباء الالكترونية”:
الوقائع الميدانية في الساعات الماضية بدت كأنها دحض لكل المحاولات الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار، إذ أتت هذه الوقائع التي سُجلت غداة الحركة التي تقوم بها أكثر من دولة لتؤكد أن العدو الإسرائيلي ماضٍ في حربه وإجرامه من قطاع غزة إلى لبنان بدون أي اعتبار للمساعي الحثيثة التي تبذل لوقف الحرب والعودة إلى المسار الدبلوماسي.
ما يعطي إنطباعات سلبية إضافية حول إمكانية نجاح هذه المساعي، هو الطلب الإسرائيلي الرسمي والمباشر للأمم المتحدة بسحب قوات اليونيفيل من الجنوب، بالتزامن مع استمرار استهداف هذه القوات من قبل جيش العدو، وآخرها اقتحام دباباته لأحد المواقع الدولية عند الخط الأزرق وترهيب عناصره، وكذلك من خلال تصعيد التهديدات بتدمير القرى اللبنانية القريبة من الحدود كليا.
كل ذلك بحد ذاته مؤشرات على نية تل أبيب مواصلة حربها بدون الالتفات الى كل النداءات والضغوط الدولية التي تبدو بدون أي تأثير في ظل الدعم السياسي والعسكري الأميركي، وآخره الإعلان عن نشر مئة جندي أميركي في إسرائيل لتشغيل منظومة “ثاد” المضادة للطائرات والصواريخ البالستية.
ومع مواصلة طائرات العدو غاراتها على لبنان، سُجل استهداف المقاومة لمعسكر تدريب للواء “غولاني” في بنيامينا جنوب حيفا بسرب من الطائرات الانقضاضية ما تسبب بسقوط نحو سبعين جنديا بين قتيل وجريح، فضلاً عن مقتل وإصابة عدد آخر في تصدي المقاومة لمحاولات قوات الاحتلال التقدم عبر الخط الأزرق. في حين تحدثت وسائل إعلام عبرية عن مئة وعشرة إصابات في القطاع الشمالي يوم أمس.
وحول التطورات الميدانية وتهديد قوات اليونيفيل تحدث الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد ناجي ملاعب لجريدة الأنباء الإلكترونية مشيرا إلى أن “من أولى مهام اليونيفيل عبر الانتشار على الخط الأزرق هي الإفادة عن كل من يقترب من هذا الخط وإبلاغ الأمم المتحدة بذلك لمنع التوترات على جانبيه، وبالتالي عندما يطلب العدو الاسرائيلي من قوات اليونيفيل أن تتراجع مسافة خمسة كيلومترات عن الخط الازرق فهذا يعني أن لديه النية بالتوغل الى داخل الاراضي اللبنانية، وأثناء دخوله سيعتمد الارض المحروقة والقذائف المحظورة دولياً. لذلك هو يخشى أن تقوم هذه القوات بالافادة عنه إلى الأمم المتحدة”.
ورأى ملاعب أن “إنهاء عمل القوات الدولية ممكن اذا وضع العدو قدمه في الجنوب اللبناني. لكن حتى الآن يبدو أن المقاومة قوية وتتصدى له، وحتى ولو دخل بضعة أمتار فلن يستطيع البقاء”. بالمقابل لفت ملاعب الى تصريح لفريدريك هوف الذي عمل في العام 2012 على ما سمّي “خط هوف” للترسيم البحري، يقول فيه إنه “يمكن الوصول الى تفاهم يشمل الخط الازرق واتفاقية الهدنة الموقعة سنة 1949، هذه أول مرة يتم الاشارة فيها من قبل الاميركيين الى اتفاقية الهدنة. وهذا ما يدعو اليه دائما الزعيم وليد جنبلاط”.
وبرأي ملاعب، فإن “هذا الكلام مهم جداً، وأن يصدر عن من رسم إطارا لعملية الترسيم البحري. فهل يمكن رسم إطار جديد للترسيم البري تكون اتفاقية الهدنة جزء منه؟”، معتبرًا هذا “تقدما جيدا يجب اعتماده علماً أنه يجب تطبيق الـ 1701”.
في الشأن السياسي الداخلي ما زالت المواقف على حالها، وقد أشارت مصادر سياسية للأنباء الالكترونية الى تراجع الاندفاع باتجاه إنهاء الشغور الرئاسي بسبب الانقسامات الداخلية والتعاطي مع هذا الملف على طريقة الجدل البيزنطي. اذ في الوقت الذي يتعرض فيه لبنان لحرب مدمرة هناك من لا يزال يتمسك بمواقفه ويرفض التشاور والحوار، حتى ولو وصلت الحرب إلى عقر داره. ورأت المصادر أن لا حل الا بضغط دولي يبدأ بتفعيل اللجنة الخماسية لعملها والضغط على كل المعرقلين، علها هذه المرة تنجح بإقناع الكتل النيابية بانتخاب رئيس جمهورية قبل ضياع الجمهورية.