كتب انطوان غطاس صعب في “اللواء”:
ترك لقاء عين التينة أكثر من تساؤل، حول مدى إمكانية الوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وإن كانت هناك مآخذ على عدم إشراك أي من المرجعيات المسيحية في هذا اللقاء، لكن هذا الخطأ إذا صح التعبير، أمكن إصلاحه عبر زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال شخصياً إلى بكركي، ووضع سيدها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في صورة وأجواء اللقاء.
وثمة معلومات بأن البطريرك الراعي كان مرتاحاً لمضمون اللقاء، وأكد له ميقاتي لماذا كان اللقاء من المرجعيات السياسية الإسلامية الثلاثة، إنما هذه العناوين التي تناولت البيان كانت وطنية بامتياز، وثمة معطيات بأن اللقاء قد يتحول وطنياً، أي إشراك مرجعيات مسيحية بانتظار موافقة بعض المرجعيات المسيحية ورؤسائها على بيان اللقاء، خصوصاً بعد الزيارات التي يقوم بها نواب من اللقاء الديمقراطي، واتصالات يقوم بها مقرّبون من الرئيس نبيه بري وميقاتي مع بعض الأطراف والمرجعيات المسيحية.
إلّا أن زيارة ميقاتي للصرح البطريركي وضعت الأمور في نصابها بعيداً عن أي تأويلات واستنتاجات، وعلم أن الرئيس ميقاتي وضع البطريرك الراعي بأجواء الأسماء المطروحة توافقياً والتي يعرفها البطريرك الراعي، إنما ذلك يحتاج إلى تغطية دولية وإقليمية.
ويُنقل وفق المطّلعين على بواطن الأمور، بأن واشنطن حتى الساعة لم تدخل على خط الحسم الرئاسي في لبنان حيث الكلمة للميدان للأسف، لذلك في حال كان هناك قبة باط أميركية رئاسية عندها ينتخب الرئيس ودون ذلك عبثاً المحاولات، ما تقرّ به أكثر من جهة سياسية، بمعنى أن التغطية الأميركية للاستحقاق وكل ما طرح في الأيام القليلة الماضية، إنما جاء فرنسياً بالتشاور مع الأميركيين، لكن حتى الساعة ليس هناك من أي حسم بأن واشنطن قبلت بهذا الطرح،
وربما تقبل به أو لا تقبل، فذلك سيتبدّى على ضوء العمليات العسكرية والميدانية.
في السياق، فإن اللافت زيارة وزير خارجية إيران عباس عراقجي إلى بيروت في هذا التوقيت، والحرب المفتوحة من قبل العدو الإسرائيلي على حزب لله وإيران، لدواعٍ وأسباب أمنية تفاجأ البعض بهذه الزيارة، لكن ينقل بأنها في غاية الأهمية إذ ثمة تعزية بالشهيد الأمين العام لحزب لله السيد حسن نصر لله، والأبرز ثمة رسالة إيرانية مهمة جداً للمسؤولين في حزب لله حول كل ما يحصل، فهل هناك دعوة لوقف الحرب والسير في تسوية أم أن هناك تأكيدا إيرانيا على دعم الحزب في السلاح والمال؟ أي كل الخيارات موضع تساؤل في هذه الزيارة التي كُشف عن مضمونها من خلال مواقف وزير الخارجية الإيراني، وربما اللقاء مع حزب لله السري هو الأساس في هذه المرحلة، على ضوء أن الحرب بين حزب لله والكيان الإسرائيلي، وأن طهران من يدعم الحزب، ما يعني لبنان يترقب وينتظر نتائج لقاء عين التينة، فهل من استحقاق رئاسي وترجمت ذلك بانتخاب الرئيس؟ وهل زيارة وزير الخارجية الإيراني هي للتهدئة ووقف إطلاق النار أم أنها لاستمرار الدعم لحزب لله؟ ما يعني لبنان يترقّب وينتظر فيما العدو اتخذ قراره باستمرار هذه الحرب، وليس هناك ما يؤكد بأن وقف إطلاق النار قريب على ضوء العمليات العسكرية في كل المناطق اللبنانية التي يقوم بها العدو، فيما الاجتياح البري لا زال وارداً وكافة الخيارات مفتوحة على كل الاحتمالات.