بعد 23 قرناً.. ألمع مذنَّب في القرن العشرين سيعود إلى النظام الشمسي

December 1, 2025

أعلن الفلكي الروسي ناتان إيسمونت أن مذنَّب “هيل-بوب”، الذي اعتبر ألمع مذنب في القرن العشرين، لن يتمكن من مغادرة النظام الشمسي، وسيعود للظهور قرب الأرض مرة أخرى في عام 4390.

وأوضح إيسمونت، وهو كبير الباحثين في معهد دراسات الفضاء التابع لأكاديمية العلوم الروسية، وأستاذ مساعد في قسم الميكانيكا وعمليات التحكم بجامعة الصداقة بين الشعوب، أن المذنب يوجد حالياً في منطقة نائية بين مدار بلوتو وكويكب “سيدنا”، لكن جاذبية النظام الشمسي ستُبقيه أسيراً في مداره، مما سيؤدي إلى عودته بعد نحو 2365 عاماً من الآن.

وأشار العالم الروسي إلى أن مصير المذنب خلال عودته القادمة سيُحدَّد بناءً على تفاعلاته مع كوكب المشتري، قائلاً: “جاذبية المشتري قد تقذف به خارج النظام الشمسي نهائياً، أو تُوجّهه نحو الشمس حيث سينتهي به المطاف محترقاً”. وأضاف أن كوكب المشتري لعب عبر التاريخ دور “حارس النظام الشمسي”، حيث يغيّر مسارات الأجسام السماوية القريبة منه إما بإخراجها أو دفعها نحو الداخل.

اكتُشف مذنب “هيل-بوب” في 23 تموز 1995، وسرعان ما تحول إلى حدث فلكي تاريخي. ففي 4 نيسان 1997، بلغ ذروة سطوعه عند مروره بأقرب نقطة من الأرض (الحضيض)، حيث وصل لمعانه إلى –0.7 قدر ظاهري، وامتد ذيلاه في السماء لنحو 20 درجة – ما جعله مرئياً بالعين المجردة لمدة استثنائية بلغت 18 شهراً.

وأثار هذا المذنب موجة واسعة من الاهتمام العالمي بعلم الفلك، لكنه في المقابل أطلقت عليه نظريات مؤامرة غريبة، زعمت أن مركبة فضائية تخفيها ذيوله تتجه نحو الأرض. كما استغلته طوائف دينية متطرفة لنشر الخوف من “نهاية العالم”، رغم أن المذنب مرّ قرب المشتري دون أن يتعرض لأذى يُذكر.

ومع عودته المرتقبة في القرن الـ44، قد يمنح “هيل-بوب” للبشرية فرصة جديدة للتأمل في عظمة الكون… أو مواجهة خرافات جديدة.

البث المباشر