كشفت أول تجربة سريرية دولية واسعة لدواء “إتانيرسيب” (Etanercept)، الذي شاع في بعض العيادات الخاصة بالولايات المتحدة كعلاج لمرضى السكتة الدماغية، أن الدواء آمن من حيث الاستخدام، لكنه لا يقدم أي نتائج أفضل من الدواء الوهمي، ما يضع حدًا للآمال الكبيرة التي أحاطت به باعتباره “علاجًا سحريًا”.
قاد البحث البروفيسور فينسنت تيس، أخصائي الأعصاب في معهد فلوري للأبحاث العصبية، وجرى تنفيذه بدعم من مؤسسة السكتة الدماغية الأسترالية وصندوق البحوث الطبية. الدراسة التزمت أعلى المعايير العلمية، وجاءت نتائجها كالتالي:
– شملت الدراسة 126 مشاركًا من أستراليا ونيوزيلندا.
– تلقى 63 مشاركًا الدواء الفعلي، فيما تلقى 63 آخرون دواءً وهميًا.
– لم يعرف الأطباء ولا المرضى نوع العلاج المقدم لكل مشارك (تصميم مزدوج التعمية).
– شعر 52% من متلقي الدواء الحقيقي بتحسن، مقابل 57% من متلقي الدواء الوهمي.
– الفارق بين المجموعتين لم يكن ذا دلالة إحصائية.
أوضح البروفيسور تيس: “ندرك جيدًا رغبة الناجين من السكتة الدماغية في البحث عن أمل وعلاجات جديدة. لكن من المهم أن يعرف الأطباء والمرضى أن دواء إتانيرسيب لم يثبت أنه يحسن جودة الحياة بعد السكتة الدماغية. التحسن المسجل لدى البعض قد يكون نتيجة لتأثير الدواء الوهمي، وهو أمر شائع في الممارسة الطبية.”
نُشرت نتائج التجربة في مجلة Neurology الطبية المرموقة، وشكلت ضربة قوية للادعاءات التي أحاطت بـ”إتانيرسيب”. ورغم أنه آمن من حيث الاستخدام، إلا أن الدراسة حسمت الجدل: لا علاج سحري حتى الآن للسكتة الدماغية، والبحوث العلمية وحدها قادرة على رسم مسار علاجي موثوق.