Search
Close this search box.

واشنطن تحسم موقفها: لا مستقبل لـ”قسد” خارج دمشق!

July 11, 2025

في مشهد يعكس تعقيد الأزمة السورية وتداخل أبعادها السياسية والعسكرية، حملت تصريحات المبعوث الأميركي توم باراك رسالة مباشرة إلى قوات سوريا الديمقراطية مفادها: لا طريق للمستقبل من دون العودة إلى حضن الدولة السورية. هذا التحذير جاء على خلفية تعثر اتفاق آذار الموقع بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد “قسد” مظلوم عبدي، إذ تصر دمشق على إعادة دمج القوات الكردية ضمن هيكلية وزارة الدفاع، فيما تتمسك “قسد” بهيكل مستقل وإدارة لامركزية ذات خصوصية.

ورغم إحراز تقدم محدود في بعض المناطق كـ”تشريخ”، إلا أن حالة المراوحة تسيطر على المشهد وسط تصاعد الخلافات بين دمشق و”قسد”، واحتدام الانقسامات داخل البيت الكردي، لا سيما بين مظلوم عبدي والقيادية إلهام أحمد. هذه الانقسامات الداخلية تُضعف الموقف التفاوضي، وتزيد من هشاشة أي توافق محتمل.

وتتحدث أطراف مطلعة عن ضغط أميركي متصاعد لإعادة هيكلة العلاقة بين “قسد” والحكومة السورية، في مقابل صمت رسمي من دمشق تجاه مبادرات كردية سابقة، كان أبرزها إعلان وفد كردي استعداده للتوجه إلى دمشق بعد مؤتمر جامع، لكن دون تلقّي أي ردّ عملي من السلطات السورية.

في المقابل، تبدو حكومة الشرع، وفق مراقبين، حريصة على اتباع نهج “الصبر الاستراتيجي” في التعامل مع الملف، وتركّز على إعادة بناء الدولة من بوابة الحوار والمصالحة، لا الصدام، وإن كانت تحرص في الوقت ذاته على فرض السيادة المركزية الكاملة.

رغم التباين في الرؤى بشأن مفهوم “الاندماج”، يبقى الطرفان متفقين على ضرورة استبعاد أي خيار عسكري، والرهان على مسار تفاوضي طويل، محفوف بالألغام السياسية والدستورية، لكنه يبقى الخيار الوحيد لترميم الثقة، وتوحيد الجغرافيا السورية على قاعدة المشاركة والمواطنة.

البث المباشر